يَا رَبَّنَا بِجَاهِ تَاجِ الْعَارِفِيْنَ ï وَجَاهِ حَامِلِ لِوَاءِ الْوَاصِلِيْنَ

Ya Allah, Ya Tuhan kami dengan pangkat kebesaran pemilik mahkota ahli ma'rifah dan pangkat pemegang bendera kelompok manusia yang telah wushul (sampai ke puncak keyakinan)


قُدْوَتِنَا وَشَيْخِنَا التِّجَانِي ï قَائِدِنَا لِمَنْهَجِ الْعَدْنَانِي

Panutan dan guru kami yakni Syekh Ahmad Tijani, seorang pemandu yang menyampaikan kami kepada tuntunan Nabi Muhammad

يَا رَبِّ ثَبِّتْنَا عَلَى اْلإِيْمَانِ ï وَاحْفَظْ قُلُوْبَنَا مِنَ الْكُفْرَانِ

Ya Tuhanku tetapkan kami atas iman dan jaga hati kami dari segala bentuk kekufuran

وَاحْمِ جَمِيْعَنَا مِنَ الشَّيْطَانِ ï وَحِزْبِهِ مِنْ إِنْسٍ أَوْ مِنْ جَانِّ

Lindungi kami dari kejahatan syetan dan kelompoknya dari bangsa manusia dan jin


نَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيْقَ ï وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ وَالتَّحْقِيْقَ

Kami mohon kepada-Mu taubat dan mendapat kekuatan untuk melakukan kebaikan, ilmu dan pengamalan serta ketepatan dalam segala hal


وَالصَّبْرَ وَالنَّصْرَ عَلَى اْلأَعْدَاءِ ï وَالْجَمْعَ فِي الذِّكْرِ عَلَى الْوِلاَءِ

Berikan kami kesabaran dan kemenangan atas musuh-musuh. Dan jadikan kami selalu berkumpul bersama dalam melakukan dzikir


وَالْفَوْزَ بِالنَّعِيْمِ فِي الْجِنَانِ ï مَعَ النَّبِيّ وَشَيْخِنَا التِّجَانِي

Mendapat kesuksesan dengan mendapat ni'mat di surga bersama Nabi Muhammad dan guru kami Syekh Ahmad Tijani


مَا لَنَا فِي الْكَوْنِ سِوَى الرَّحْمَانِ ï وَالْمُصْطَفَى وَشَيْخِنَا التِّجَانِي

Kami tidak memiliki harapan apa-apa di alam ini melainkan kepada-Mu Ya Allah (Yang Maha Pengasih), manusia terpilih Nabi Muhammad dan guru kami Syekh Ahmad Tijani

هَذِي هَدِيَّةٌ بِفَضْلِ اللهِ ï مِنَّا إِلَيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ

Dzikir ini merupakan hadiah untukmu Ya Rasulullah dari kami yang semata-mata merupakan pemberian Allah


هَدِيَّةً لِلْمُصْطَفَى الْعَدْنَانِي ï نِيَابَةً عَنْ شَيْخِنَا التِّجَانِي

Hadiah penghormatan buat manusia terpilih Nabi Muhammad keturunan Adnan juga sebagai mandate dari guru kami syekh Ahmad Tijani

آميْنَ آميْنَ اسْتَجِبْ دُعَانَا ï وَلاَ تُخَيِّبْ سَيِّدِي رَجَانَا

Terimalah, terimalah dan kabulkan Ya Allah, doa-doa kami. Jangan Kau kecewakan segala harapan kami

Doa ini merupakan Qashidah tawassul kepada Syekh Ahmad Tijani Radhiyallahu Anhu. qashidah ini biasanya dibaca setelah selesai membaca wirid lazimah dan wazhifah.

Dikutip dari kitab Ghayatul Muna Wal Murad Fima Littijaniy Minal Aurad halaman 27.

Senin, 24 Desember 2012

جَمْعُ اْلفَوَائد



جَمْعُ اْلفَوَائد
جـمعها و رتبها الفقير
نورعلي أحـمد البتاوي
عفى الله عنه وعن والديه والـمسلمين آمين

+


الـمُجلّد اْلأوَّل




بِسْمِ اللهِ الرَّحْـمَنِ الرَّحِيْمِ
    الـحمد لله الذي بتحميده يستفتح كل كتاب. وبذكره يصدر كل خطاب. وبـحمده يتنعم أهل النعيم فـي دار الـخلود والثواب. فله الـحمد علـى ما أولـى وأسدى. وله الشكر على ما أنعم وأعطى. وأوضح الـحجة وهدى. وصلواته على صفيه ورسوله الذي به من الضلالة هَدى. مـحمد وآله وأصحابه وإخوانه الـمسلمين والـملائكة الـمقربين وسلم تسليما. أللّهمّ صلّ على سيّدنا مـحمّدٍ الفاتح لـما أغلق. والـخـاتـم لـما سبق. ناصر الـحقّ بالـحقّ. والـهادي إلـى صراطك الـمستقيم. وعلى أله حقّ قدره ومقداره العظيم. أما بعد : فعند ما قرأتُ وطلعت ما فـي كتب الـمشايخ الأجلاء والأئمة الأعزاء. فوجدت فيها فوائد العلوم وجواهر الأحكام. وأردت أن أجـمع ما فيها من تقييدات مبعثرات متفرقات. واخترت منها الفوائد الـجليلة والفضائل العظيمة على ما فيها من أقوال العلماء والـحكماء. وجعلتها فـي أربعة فصول. فصل فـي الإيـمان وفصل فـي الإسلام وفصل فـي الإحسان وفصل فـي الذكر والدعآء. ثم إني أرجو لكل من رأى فـي هذه التقييدات خللا أن يـحبرها بالـحسنة  كما قال تعالـى : إن الـحسنات يذهبن السيئات. ولا يكون من الذين لا يصلحون. والله الكريم أسأل أن يـجعلها ذخيرة عملي يوم الـمعاد ويتقبلها بقبول حسن وينبتها بعدي نباتا حسنا وينفع بها كل قارئ ومطالع مثلي. فالله على ما أقول وكيل وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. وصلى الله على سيدنا مـحمد وعلى آله وصحبه وسلم. والـحمد لله رب العالـمين . اهـ


نور علي أحـمد البتاوي
جاكرتا  27 ربيع الثاني  1429 هـ

بِِسْمِ اللهِ الرَّحْـمَنِ الرَّحِيْمِ

فـي الإيمان

{ فائدة }  مَرَاتِبُ اْلإِيـْمَانِ خَمْسَةٌ : أَوَّلـُهَا إِيـْمَانُ تَقْلِيْدٍ. وَهُوَ اْلـجَزْمُ بِقَوْلِ اْلغَيْرِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَعْرِفَ دَلِيْلاً. وَهُوَ يَصِحُّ إِيـْمَانُهُ مَعَ اْلعِصْيَانِ بِتَرْكِهِ النَّظَرَ وَاْلإِسْتِدْلاَلَ إِنْ كَانَ قَادِرًا عَلَى الدَّلِيْلِ. ثاَنِيْهَا إِيـْمَانُ عِلْمٍ. وَهُوَ مَعْرِفَةُ الْعَقَائِدِ بِأَدِلَّتِهَا وَهذَا مِنْ عِلْمِ اْليَقِيْنِ. وَكِلاَ اْلقِسْمَيْنِ صَاحِبُهُمَا مَـْحْجُوْبٌ عَنْ ذَاتِ اللهِ تَعَالَى. ثاَلِثهُاَ إِيـْماَنُ عَيَانٍ. وَهُوَ مَعْرِفَةُ اللهِ بِـمُرَاقَبَةِ اْلقَلْبِ. فَلاَ يَغِيْبُ رَبُّهُ عَنْ خَاطِرِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ بَلْ هَيْبَتُهُ دَائِمًا فِى قَلْبِهِ كَأَنَّهُ يَرَاهُ. وَهُوَ مَقَامُ اْلـمُرَاقَبَةِ وَيُسَمَّى عَيْنَ اْليَقِيْنِ. رَابِعُهَا إِيـْمَانُ حَقٍّ. وَهُوَ رُؤْيَةُ اللهِ تعَاَلَى بِقَلْبِهِ وَهُوَ مَعْنىَ قَوْلـِهِمْ اَلْعَارِفُ يَرَى رَبَّهُ فِى كُلِّ شَيْئٍ. وَهُوَ مَقَامُ اْلـمُشَاهَدَةِ وَيُسَمَّى حَقَّ اْليَقِيْنِ. وَصَاحِبُهُ مَـحْجُوْبٌ عَنِ اْلـحَوَادِثِ. خَامِسُهَا إِيـْمَانُ حَقِيْقَةٍ. وَهُوَ اْلفَنآءُ باِللهِ وَالسَّكَرُ بِـحُبِّهِ فَلاَ يَشْهَدُ إِلاَّ إِيَّاهُ. كَمَنْ غَرِقَ فِى بَـْحْرٍ وَلـَمْ يَرَ لَهُ سَاحِلاً. وَالْوَاجِبُ عَلىَ الشَّخْصِ أَحَدُ اْلقِسْمَيْنِ اْلأَوَّلَيْنِ. وَأَمَّا الثَّلاَثَةُ اْلآخِرُ فعَُلُوْمٌ رَبَّانِيَّةٌ يـَخُصُّ بِهَا مَنْ يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ. { فائدة }  قَالَ مُـحَمَّدٌ اَلشَّرْبِيْنِـيُّ فِي كِتَابِهِ التَّفْسِيْرِ اْلـمُلَقَّبِ بِالسِّرَاجِ اْلـمُنِيْرِ : وَاْلكُفْرُ لُغَةً سِتْرُ النِّعْمَةِ. وَأَصْلُهُ اْلكَفْرُ بِالْفَتْحِ وَهُوَ السَّتْرُ. وَفِِي الشَّرْعِ إِنكَارُ مَا عَلِمَ بِالضَّرُوْرَةِ مـَجِيْءَ رَسُولٍ بِهِ. َوَينْقَسِمُ إلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ : كُفْرُ إِنكْاَرٍ وَكُفْرُ جُحُوْدٍ وَكُفْرُ عِنَادٍ وَكُفْرُ نِفَاقٍ. فَكُفْرُ اْلإِنكْاَرِ هُوَ أَنْ لاَ يَعْرِفَ اللهَ أَصْلاً وَلاَ يَعْتَرِفَ بِهِ. وَكُفْرُ اْلـجُحُوْدِ هُوَ أَنْ يَعْرِفَ اللهَ بِقَلْبِهِ وَلاَ يُقِرَّ بِلِسَانِهِ كَكُفْرِ إِبلِْـــيْسَ وَالْيَهُوْدِ. قَالَ اللهُ تَعَالَى فَلَمَّا جَآءَهُمْ مَا عَرَفُوْا كَفَرُوْا بِهِ. وَكُفْرُ الْعِنَادِ هُوَ أَنْ يَعْرِفَ اللهَ بِقَلْبِهِ وَيَعْتَرِفَ بِلِسَانِهِ وَلاَ يَديــْـنَ بِهِ كَكُفْرِ أَبِي طَالِبٍ حَيْثُ  يَقُوْلُ  :
وَلــَقَدْ عَلِمْتُ بـِأَنَّ دِيــْنَ مُـحَمَّدٍ %  مِنْ خَــيْرِ أَدْيــَـانِ الْــبَرِيـَّةِ دِيـــْنـًـا
لــَوْ لاَ الْـمَلاَمَةُ أَوْ حَذَارُ مَسَبَّةٍ  %  لَوَجَدْتَـــنِـيْ سَـمْحًا بِذَاكَ مُبِيْنًا
وَأَمَّا كُفْرُ النِّفَاقِ فَهُوَ أَنْ يُقِرَّ بِاللِّسَانِ وَلاَ يَعْتَقِدَ بِالْقَلْبِ. وَقَالَ البَرَاوِيُّ : وَالَّذِيْ نَقَلَهُ سَيِّدِي عَبْدُ الْوَهَّابِ الشَّعْرَانِيُّ عَنِ السُّبْكِيِّ. أَنَّ عَمَّهُ اَبَا طَالِبٍ بَعْدَ أَنْ تُوُفِّيَ أَحْيَاهُ اللهُ تَعَالَى وَأَمَنَ بِالنَّبِـيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَالَ شَيْخُنَا اْلعَلاَّمَةُ السُّحَيْمِيُّ : وَهَذَا هُوَ اللاَّئـِقُ بـِحُبِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُوَ الَّذِيْ أَعْتَقِدُهُ وَأَلـَقَى اللهَ بِهِ. { فائدة }  قال أبو إسحاق الإسفَراينـي : جـمع أهل الـحق جـميع ما قيل فـي التوحيد فـي كلمتين. إحداهـما أن كل ما تصوّر فـي الأفهام فالله تعالـى بـخلافه. الثانية إعتقاد أن ذاته ليست مشبَّهة بذات ولا معطَّلة عن الصفات. وقد أكد ذالك سبحانه وتعالـى بقوله ولـم يكن له كفوا أحد. وهذا فـي غاية الـجودة والإيـجاز. ويرحم الله القائل : كل ما ترتقي إليه بوهم  @  من جلال وقدرة وثنآء. فالذي أبدع البريةَ أعلى  @  منه سبحان مبدعِ الأشيآء. { فائدة }  الكاتب هو الله تعالـى بـمعنى أنه يأمر بالكتابة الـملك. وقد جاء أيضا : فرغ الله تعالـى من أربع من الـخلق والأجل والرزق والـخلق بفتح الـخاء إشارة إلـى الذكورة والأنوثة. وبضمها إلـى السعادة والشقاوة. وظاهر ما تقدم من أمر الـملك بالكتابة أنه من قبل سؤاله فيها. فقد جاء فـي الأحاديث الصحيحة الـمروية عن ابن مسعود وابن عمر عن النبـي صلى الله عليه وسلم : أن النطفة إذا استقرت فـي الرحم أخذها الـملك بكفه فقال : أي رب ذكر أم أنثى؟ شقي أم سعيد؟ ماالأجل ماالأثر ؟ بأي أرض يـموت ؟ فيقال له : إنطلق إلـى أم الكتاب فإنك تـجد قصة هذه النطفة. فينطلق فيجد قصتها فـي أم الكتاب. فتأكل رزقها وتطأ أثرها. فإذا جاء أجلها قبضت فدفنت فـي الـمكان الذي قدر لـها. وفـي رواية من حديث ابن مسعود أن الـملك يقول : يا رب مـخلقة أم غير مـخلقة ؟ فإن قال غير مـخلقة قذفها فـي الأرحام دما. وان قال مـخلقة. قال : أي رب ذكر أم أنثى إلـى آخر ما تقدم. وجاء مرفوعا : إذا مات الـجسد دفن حيث أخذ ذالك التراب. وقال صلى الله عليه وسلم : إذا قضى الله لعبد أن يـموت بأرض جعل له إليها حاجة أو قال بها حاجة. وقيل فـي معناه : إذا ما حـمام الـمرء كان ببلدة  @  دعته إليها حاجة فيطير. وروى الترمذي الـحكيم فـي نوادر الأصول عن أبي هريرة  رضي الله تعالـى عنه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف فتعرض نواحي الـمدينة. فإذا بقبر يـحفر فأقبل حتى وقف عليه. فقال : لـمن؟ قيل لرجل من الـحبشة. فقال : لا إله إلا الله سيق من أرضه وسـمائه حتى دفن فـي الأرض التـي خلق منها. { فائدة } الويل لـمن غلبت آحاده أعشاره. فالآحاد السيئات والأعشار الـحسنات. والـمعنى أن من عمل حسنة واحدة وعشر سيئات لـم تغلب آحاد أعشاره لأن الـحسنة الواحدة تكفر عنه عشر سيئات. ومن عمل حسنة واحدة وإحدى عشرة سيئة فقد غلبت آحاده أعشاره. فالويل له إن لـم يعف الله تعالـى عنه. قال الواحدي فـي تفسيره روى أنس أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالـى وكل بالعبد ملكين يكتبان عليه. فإذا مات قالا : يارب قد قبض عبدك فلان أين نذهب؟ قال : سـمائي مـملوءة من ملائكتـي يعبدوني وأرضي مـملوءة من ملائكتـي يطيعوني. إذهبا إلـى قبر عبدي فسبَّحاني وكبّراني وهلَّلاني واكتبا ذلك فـي صحيفة عبدي ذلك إلـى يوم القيامة. فهذا يدل على أن الـحفظة إثنان. وقوله تعالـى : إن قرأن الفجر كان مشهودا. يدل على أن الـحفظة أربعة. إثنان بالليل وإثنان بالنهار على ما ذكره الـمفسرون حيث قالوا : سـمى الله صلاة الصبح مشهودة لأنها تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار. ويدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم : إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار فهم اربعة. إذا صعد إثنان حفظه إثنان لا يفترون. اللهم وفقنا لطاعتك أجـمعين آمين.  { فائدة }  عدد ما أنزل الله على رسله مائة صحيفة وأربعة كتب. واختار من الـجميع أربعة كتب. واختار من الأربعة القرآن. واختار من القرآن سورة الفاتـحة. فهي خيار من خيار من خيار. وهي الفاتـحة والشافية والكافية والراقية والواقية والكنز والأساس. ولـها ثلاثون إسـما. وكثرة الأسـمآء تدل على شرف الـمسمى. { فائدة }  اَنْوَاعُ الشَّفَاعَةِ  : اَلشَّـفَاعَةُ الَّتـِيْ رَدَّهَا اللهُ الرُّسُلَ وَهِيَ ِلإِنْقاَذِ الْخَلْقِ مِنْ خَوْفٍ شَدِيْدٍ وَفَـزَعٍ  وَلُـقِبَتْ هَذِهِ الشَّفَاعَةُ ِباْلـعُظْمَى ِلكَوِْنهَا تَعُمُّ الْخَلْقَ. والشَّفَاعَةُ ِفـيْ اِدْخَالِ قَوْمٍ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ وَهَذِهِ مِنْ خَصَائِصِ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ. وَالشَّفَاعَةُ ِفيْمَنِ اسْتَحَقُّوْا دُخُوْلَ الـنَّارِ فَلَمْ يَدْخُلُـوْهَا. وَالشَّفَاعَةُ فِيْ زِيَادَةِ الدَّرَجَاتِ فِى اْلـجَـنَّةِ. وَالشَّفَاعَةُ فِيْ قَوْمٍ مِنَ الصُّلَـحَآءِ لِيـَتَجَـاوَزَ اللهُ تَعَالـىَ ِفـيْ تَقْصِيْرِهِمْ ِفـي الطَّاعَةِ. وَالشَّفَاعَةُ ِفـيْ اِخْرَاِج مَنْ اَدْخَلَ اللهُ  النـَّارَ مِنَ الْمُوَحِّدِيـْنَ وَهَذِهِ لاَ تُـخْتَصُّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ بَلْ يُشَارِكُهُ فِيْهَا اْلأَنـبِْيَآءُ وَالْمَلاَئِكَةُ وَاْلـمُؤْمِنُوْنَ. وَالشَّفَاعَةُ ِفـيْ تَـخْفِيْفِ الْعَذَابِ لِمَنِ اسْتَحَقَّ الْخُلُوْدَ ِفـيْ اْلـنَّارِ فـِيْ بَعْضِ اَوْقَاتٍ. وَالشَّفَاعَةُ ِفـيْ اَطْفَـالِ اْلـمُشْرِكِـيْنَ ِليَدْخُلُوا اْلـجَنَّةَ. وَشَفَاعَتُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ لِمَنْ مَاتَ بِمَكَّةَ وَالْمَدِيْنَةِ وَلِمَنْ زَارَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. والشَّفَاعَةُ ِلـمَنْ أَجـَابَ اْلـمُؤَذِّنَ وَدَعَالَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ بِالْوَسِيْلَةِ. وَالشَّفَاعَةُ لـِمَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ لَـيْلََةَ الْـجُمُعَةِ وَيـَوْمَهَا. وَالشَفَاعَةُ لِـمَنْ حَفِظَ اَرْبَـعِيْنَ حَدِيـْثـاً ِفـيْ اَمْرِ الدِّيـْنِ وَعَمِلَ بِهَا. وَالشَفَاعَةُ لِـمَنْ صَامَ شَعْبَانَ لِحُبِّ النَّبِىِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهَ وَسَلَّمَ. وَالشَفَاعَةُ لِـمَنْ مَدَحَ آلــَـــــ الْبَيْتِ وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ. وَالشَفَاعَةُ فِى الْعَقِيْقَةِ لِمَنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ مَاتَ قَبْلَ بُلُوْغِهِ. شَفَاعَةُ اْلقُرْآنِ لِمَنْ تَلاَهُ وَحَفِظَهُ . { فائدة } الصَّحَابِيُّ هُوَ مَنْ لَقِيَ النَّبِـيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ نُــبُوَّتـِـهِ فِيْ حَالِ حَيَاتـِهِ وَلَوْ أَعْمَى كَإِبــْنِ أُمِّ مَكْتُوْمِ أَوْ غَيْرِ ُمـمَيِّزٍ. وَمِنْ ثَمَّ عَدُّوْا مُـحَمَّدَ بْنِ أَبِيْ بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ صَحَابِيًا مَعَ وِلاَدَتـِهِ قَبْلَ وَفَاتـِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِثَلاَثَةِ أَشْهُرٍ وَأَيَّامٍ. وَعَدَّ بَعْضُ اْلـمُــحَدِّثِيْنَ مَنْ رَآهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَمَاتَ قَبْلَهَا عَلَى دِيْـنِ الْـحَنِيْفِيَّةِ. كَزَيـْدِ بْنِ عَمْرِو ْبنِ نُفَيْلٍ صَحَابِيًّا. وَخَيْرُ الصَّحَابَةِ رُؤُوْسُهُمْ الأَرْبَعَةُ اَّلذِيـْنَ تـَوَلـَّوْا الْـخِلاَفَةَ بَعْدَ النَّبِـيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَهُمْ أَبـُوْ بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثـْْمَانُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ. فَأَفْضَلِيَتُــهُمْ عَلَى تَــرتـِـيْبِ الْـخِلاَفَةِ. فَأَبــُوْ بَكْرٍ مَكَثَ فِي اْلـخِلاَفَةِ سَنَتَيْنِ وَثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرَةَ أَيَّامٍ. وَعُمَرُ مَكَثَ فِي اْلـخِلاَفَةِ عَشَرَ سِنِيْنَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ وَثَـمَانِيَةَ أَيَّامٍ. وَعُثْمَانُ مَكَثَ فِي اْلـخِلاَفَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً وَأَحَدَ عَشَرَ شَهْرًا وَتـِـسْعَةَ أَيَّامٍ. وَعَلِيٌّ مَكََثَ فِي اْلـخِلاَفَةِ أَرْبَعَ سِنِيْنَ وَتـِـسْعَةَ أَشْهُرٍ وَسَبْعَةَ أَيَّامٍ. ثُمَّ هَؤُلاَءِ اْلأَرْبَعَةُ بَقِيَّةُ اْلعَشْرَةِ اْلـمُبَشَّرِيْنَ بِاْلـجَنَّةِ. وَهُمْ طَلْحَةُ وَالزُّبَـيْرُ وَعَبْدُالرَّحْـمَنِ اْبنِ عَوْفٍ وَسَعْدٌ وَسَعِيْدٌ وَأَبُوْعُبَيْدَةَ عَامِرُ بْنُ اْلـجَرَّاحِ.  ثُمَّ بَعْدَهُمْ أهْلُ دَارِ الْـخَيْزْرَانِ غَيْرَ مَنْ ذُكِرَ وَكُلُّهُمْ أَرْبَعُوْنَ رَجُلاً كَمَلُوْا بِعُمَرَ بْنِ اْلـخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْـمَعِيْنَ. وَقَدْ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ مُسْتَخْفِيْنَ فِي دَاِر الْـخَيْزَرَانِ. وَفِي سَاعَةِ إِسْلاَمِ عُمَرَ قَالَ لِلنَّبِـيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَارَسُوْلَ اللهِ لاَ يُـعْبَدُ اللهُ بَعْدَ اْليَوْمِ سِرًّا. أُخْرُجْ بِنَا إِلَى قُرَيْشٍ. لاَ نَـخَافُ وَنـَحْنُ أَرْبَعُوْنَ رَجُلاً. فَخَرَجُوْا صَفَّيْنِ يَقْدُمُ أَحَدَهُـمَا عُمَرُ وَاْلآخْرَ حَـمْزَةُ عَمُّ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَكَانَ حَـمْزَةُ قَدْ أَسْلَمَ قَبْلَهُ بِثَلاَثَةِ أَيـَّـامٍ. ثُمَّ بَعْدَهُمْ أَهْلُ غَزْوَةِ بَدْرٍ وَهُوَ مَكَانٌ بَيْنَ مَكَّةَ وَاْلـمَدِيْـْْنَةِ وَهُمْ ثَلاَثـُمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ عَدَدُ أَصْحَابٍ طَالُوْتَ غَزَوْا مَعَ أََلْفٍ مِنْ كُفَّّارِ قُرَيْشٍ. َومَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلاً : سِتَّةٌ مِنَ اْلـمُهَاجِرِيْنَ وَثـَمَانِيَةٌ مِِِِنَََ اْْلأَنصَاِر. ثُمَّ بَعْدَهُمْ فِي اْلفَضِيْلَةِِ أَهْلُ غَزْوَةِ أُحُدٍ وَهُوَ إِسْمٌ قَرِيــْبٌ مِنَ اْلـمَدِيــْنَةِ. وَهُمْ سَبْعُمِائَةٍ غَزَوْا مَعَ ثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِنْ كُفَّارِ مَكَّةَ. وَمَاتَ مِنَ الصَّحَابَةِ سَبْعُوْنَ. ثُمَّ بَعْدَهُمْ فِي الْفَضِيْلَةِ أَهْلُ اْلــحُدَيــــْــبِيَّةِ وَهِيَ بَئِرٌ بِقُرْبِ مَكَّةَ عَلىَ طَرِيـــْـقِ جَدَّةٍ. وَهُمُ اَّلذِيـْـنَ بَاَيعُوْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ فَهُمْ أَلــْفٌ وَأَرْبــَعُمِائَةٍ. وَخَرَج صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّّمَ بِهِمْ ِمنَ اْلـمَديــْـنَةِ عَامَ سِتَّةٍ مِنَ الْـهِجْرَةِ لِزِياَرَةِ اْلبَيْتِ اْلـحَرَامِ وَاْلإِعْتِمَارِ. وَلـَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ سِلاَحٌ  إِلاَّ السُّيُوْفُ فَنَزَلُوا بِأَقْصَى الْـحُدَيْبِيَّةِ فَصَدَّهُمُ اْلـمُشْرِكُوْنَ عَنْ دُخُوْلِ مَكَةَ. وَدَعَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ عِنْدَ الشَّجَرَةِ ِللْبَيْعَةِ عَلَى اْلـمَوْتِ أَوْ عَلَى أَنْ لاَيَفِّرُّوا بَلْ يَصْبِرُوْنَ عَلَى اْلـحَرْبِ فَيُبَاِيعُوْهُ عَلَى ذَالِكَ. فَمَشَتِ اْلوَسَائِطُ فـِيْ الصُّلَحِ.
                                               
فـي  الإسلام

{ فائدة }  قسم ابن عبد السلام الـحوادث إلـى الأحكام الـخمسة فقال : البدعة فعل ما لـم يعهد فـي عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم واجبةً كتعلم النحو وغريب الكتاب والسنة ونـحوهـما مـما يتوقف فهم الشريعة عليه. ومـُحرّمة كمذهب القدرية والـجبرية والـمجسمة. ومندوبة كأحداث الربط والـمدارس وبناء القناطر وكل إحسان لـم يعهد فـي العصر الأول. ومكروهة كزخرفة الـمساجد وتزويق الـمصاحف. ومباحة كالـمصافحة عقب صلاة الصبح والعصر والتوسع فـي الـمأكل والـمشرب والـملبس وغير ذالك. وقيل : أوحى الله تعالـى إلـى موسى عليه السلام : لا تـجالس أهل الـهوى فيحدثوا فـي قلبك ما لـم يكن. وقال سهل بن عبد الله : من داهن مبتدعا سلبه الله حلاوة السنن. وقال الدقاق : من استهان بأدب من آداب الإسلام عوقب بـحرمان السنة. ومن ترك سنة عوقب بـحرمان الفريضة. ومن استهان بالفرائض قيض الله له مبتدعا. يذكر عنده باطلا فيوقع فـي قلبه شبهة. وفـي الـحديث : من أحب سنتـي فقد أحبنـي ومن أحبنـي كان معي فـي الـجنة. وفـي تفسير قوله تعالـى : ويُعلمهم الكتاب والـحكمة. أن الـحكمة هي السنة. { فائدة } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الـحلال بين وإن الـحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومن وقع فـي الشبهات وقع فـي الـحرام كالراعي يرعى حول الـحمى يوشك أن يقع فيه. إختلف العلماء فـي معنى الشبهة الـمذكورة فـي الـحديث. فمنهم من قال إنها الـحرام عملا بقوله فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. ومنهم من قال أنها الـحلال عملا بقوله كالراعي يرعى حول الـحمى يوشك أن يقع فيه. فإنه دال على أن ذالك حلال وأنّ تركه ورع وهو الصواب. { فائدة } يـجب على الآباء والأمهات على سبيل فرض الكفاية تعليم أولادهم الطهارة والصلاة وسائر الشرائع. ومؤنة تعليمهم فـي أموالـهم إن كان لـهم مال. فإن لـم يكن ففي مال آبائهم. فإن لـم يكن ففي مال أمهاتهم. فإن لـم يكن ففي بيت الـمال. فإن لـم يكن فعلى أغنياء الـمسلمين اهـ . ثم إذا قيل لك لـم وجب على الصبـي غرامة الـمتلفات؟ وقد قال العلماء برفع القلم عنه.  قلتُ : ألأقلام ثلاثة. قلم الثواب وقلم العقاب وقلم الـمتلفات. فقلم الثواب مكتوب له. وقلم العقاب مرفوع عنه. وقلم الـمتلفات مكتوب عليه ومنها الدية. وكذلك الـمجنون والنائم. إلا أن قلم الثواب والعقاب مرفوعان عنهما. وأما القصاص والـحد فلا يـجبان عليهم لعدام التزامهم للأحكام.  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رفع القلم عن ثلاثة. عن النائم حتى يستيقِظ وعن الصبـي حتى يـحتلم وعن الـمجنون حتى يعقل. أخرجه أبو داود و الترمذي. فالـمراد بالقلم قلم التكليف دون قلم الضمان لأنه من خطاب الوضع فيجب ضمان الـمتلفات والدية عليهم من مالـهم. بـخلاف القصاص والـحد. { فائدة } ذكِر أن الـملائكة لـما قالت : أتـجعل فيها من يفسد فيها ؟ غضب الله عليهم فأهلك بعضا وتاب على بعض منهم منكر ونكير. وأمرهم بالوضوء من عين تـحت العرش. فصلى بهم جبريل ركعتين. فهذا أصل الوضوء وصلاة الـجماعة. وقال عثمان رضي الله عنه : سـمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول : لا يسبغ عبد الوضوء إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. رواه البزار بإسناد حسن. وقال النبـي صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يـمضمض فاه إلا غفر الله له كل خطيئة أصابها بلسانه ذلك اليوم. ولا يغسل يديه إلا غفر الله ما قدمت يداه ذلك اليوم. ولا يـمسح برأسه إلا كان كيوم ولدته أمه. رواه الطبراني. وفـي طبقات ابن السبكي قال الله تعالـى : يا موسى توضأ فإنْ أصابك شيئ وأنت على غير وضوء فلا تلومن إلا نفسك. { فائدة } الـحكمة فـي ندب غسل الكفين والـمضمضة والإستنشاق معرفة أوصاف الـماء من لون وطعم وريح هل تغيرت أم لا. وقال بعضهم : شُرع غسل الكفين للأكل من موائد الـجنة. والـمضمضة لكلام رب العالـمين. والإستنشاق لشم روائح الـجنة. وغسل الوجه للنظر إلـى وجه الله الكريم.  وغسل اليدين للبس السوار فـي الـجنة. ومسح الرأس للبس التاج والأكليل فيها. ومسح الأذنين لسماع كلام رب العالـمين. وغسل الرجلين للمشي فـي الـجنة. { فائدة } قال القيصري : يـنبغي للمتطهر أن ينوي مع غسل كفيه تطهيرهـما من تناول مايبعده عن الله تعالـى ونفضهما مـما يشغله عنه. وبالـمضمضة تطهير الفم من تلويث اللسان بالأقوال الـخبيثة. وبالإستنشاق إخراج استرواح روائح مـحبوبة. وبتخليل الشعر حله من أيدي ما يـملكه ويهبطه من أعلى عليين إلـى أسفل سافلين. وبغسل وجهه تطهيره من توجهه إلـى اتباع الـهوى ومن طلب الـجاه الـمذموم وتـخشعه لغير الله. وبتطهيره الأنف تطهيره من الأنفة والكبر. وبغسل العين التطهر من التطلع إلـى الـمكروهات والنظر لغير الله بنفع أو ضر. وبغسل اليدين تطهيرهـما من تناول ما يبعده عن الله. وبـمسح الرأس زوال الترأس والرياسة الـموجبة للكبر. وبغسل القدمين تطهيرهـما من الـمسارعة إلـى الـمخالفات واتباع الـهوى وحل قيود العجز عن الـمسارعة فـي ميادين الطاعة الـمبلغة إلـى الفوز برضا الكبير الـمتعالـى وبـما ذكر يصلح الـجسد للوقوف بين يدي الله تعالـى الـملك القدوس. { فائدة } من أكثر من الكلام عند قضاء الـحاجة خشي عليه من الـجان. ومن أدام نظره إلـى ما يـخرج منه ابتلي بصفرة الأسنان. ومن امتخط عند قضاء الـحاجة ابتلي بالصمم. ومن أكل عند قضائها ابتلي بالفقر. ومن أكثر من التلفت ابتلي بالوسوسة. والله أعلم.  { فائدة } الفضلات من النبـي صلى الله عليه وسلم طاهرة وكذا سائر الأنبياء تشريفا لـمقامهم. ومع ذلك يـجوز الإستنجاء بها إذا وجدت فيها شروط الـحجرعلى الـمعتمد بـخلاف البول ولا يـجوز أكلها إلاّ إذا كانت للتبرك. ويـجوز وطؤها بالرجل ولافرق بين أن يكون زمن النبوة أوبعده. وقد وقع لواعظ ذكر صفات النبـي صلى الله عليه وسلم فمن جـملة ماقاله لـمن يَعظُهم أن بوله صلى الله عليه وسلم خير من صلاتكم. قال الـمدابغي وهو صحيح وصواب ويوجه بأمور. منها أن هذا الواعظ يـحتمل أنه من أرباب الكشف وقد أطلعه الله تعالـى على رياء فـي صلاتهم. أو يقال إن بوله صلى الله عليه وسلم يستشفي به فهو نافع و صلاتهم غير مـحققة القبول. { فائدة }  قال ابن بطال فـي شرح البخاري : الـحدث فـي الـمسجد خطيئة يـحرم بها الـمحدث إستغفار الـملائكة ودعآءهم الـمرجو بركته وهو عقاب له بـما أذاهم من الرائحة الـخبيثة. بـخلاف النخامة فإنها وإن كانت حراما فلها كفارة وهي دفنها. فمن أراد الفضيلة التامة فليمكث فـي الـمسجد متطهرا وإن جوز العلماء رضي الله عنهم إعتكاف الـمحدث. وفـي الـحديث : الـحدث فـي الـمسجد يأكل الـحسنات كما تأكل البهيمة الـحشيش. { فائدة } لو اغترف فـي إناء بيده فاتصلت يده بالـماء الذي اغترف منه. فإن قصد الإغتراف أو ما فـي معناه كمل هذا الإناء من الـماء فلا استعمال. وإن لـم يقصد شيئا مطلقا فهل يندفع الإستعمال ؟ لأن الإناء قرينة على الإغتراف دون رفع الـحدث. كما لو أدخل يده بعد غسلة الوجه الأولـى من اعتماد التثليث حيث لا يصير الـماء مستعملا لقرينة اعتماد التثليث أو يصير مستعملا ويفرق. بأن العادة توجب عدم دخول وقت غسل اليد بـخلافه هناك. فإن اليد دخلت فـي وقت غسلها. فيه نظر ويتجه الثاني. { فائدة } لـم يؤذن بلال لأحد بعد النبـي صلى الله عليه وسلم غير مرة لعمر حين دخل الشام. فبكى الناس بكاء شديدا.  وقيل إنه أذن لأبي بكر إلـى أن مات ولـم يؤذن لعمر. وقيل إنه كان فـي الشام فرأى النبـي صلى الله عليه وسلم يقول له : ما هذه الـجفوة يابلال أما آن لك أن تزورني. فشد على راحلته إلـى أن أتى قبر النبـي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي ويـمرغ وجهه عليه ثم اشتهى عليه الـحسن والـحسين أن يسمعا أذانه فأذن فـي مـحله الذي كان يؤذن فيه من سطح الـمسجد. فما رؤي بعد موته صلى الله عليه وسلم أكثر باكيا ولا باكية من ذلك اليوم. وروي أنه لـم يؤذن لأحد بعد النبـي صلى الله عليه وسلم إلا هذه الـمرة. وأنها بطلب من الصحابة رضوان الله عليهم أجـمعين. وأنه لـم يتم الأذان لـما غلبه من البكاء والوجد. { فائدة } قال الشَّنواني ومـما جرب لـحرق الـجن أن يؤذن فـي أذن الـمصروع سبعا ويقرأ الفاتـحة سبعا والـمعوذتين وآية الكرسي والسماء والطارق وآخر سورة الـحشر من لو أنزلنا هذاالقرآن إلـى آخرها وآخر سورة الصافات من قوله فإذا نزل بساحتهم إلـى آخرها. وإذا قرئت آية الكرسي سبعا على ماء ورش به وجه الـمصروع فإنه يفيق. { فائدة } قال القطب الشعراني فـي العهود الـمحمدية : أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن نـجيب الـمؤذن بـما ورد فـي السنة ولا نتلاهي عنه قط بكلام لغو ولا غيره أدبا مع الشارع صلى الله عليه وسلم. فإن لكل سنة وقتا يـخصها فلإجابة الـمؤذن وقت وللعلم وقت وللتسبيح وقت ولتلاوة القرآن وقت كما أنه ليس للعبد أن يـجعل موضع الفاتـحة إستغفارا ولا موضع الركوع والسجود قراءة  ولا موضع التشهد غيره وهكذا فافهم. وهذا العهد يبخل به كثير من طلبة العلم فضلا عن غيرهم. فيتركون إجابة الـمؤذن بل ربـما تركوا صلاة الـجماعة حتى يـخرج الناس منها. وهم يطالعون فـي علم نـحو أو أصول أو فقه ويقولون : العلم مقدم مطلقا وليس كذالك. فإن الـمسئلة فيها تفصيل فما كل علم يكون مقدما فـي ذلك الوقت على صلاة الـجماعة كما هو معروف عند كل من شم رائحة مراتب الأوامر الشرعية. وكان سيدي علي الـخواص رحـمه الله تعالـى : إذا سـمع الـمؤذن يقول حيّ على الصلاة يرتعد ويكاد يذوب من هيبة الله عز وجل ويـجيب الـمؤذن بـحضور قلب وخشوع تامٍ رضي الله عنه. فاعلم ذلك والله يتولـى هداك. { فائدة } ذكر فـي هامش مقامات الـحريري ما نصه : من قال حين يسمع الـمؤذن مرحبا بالقائل عدلا مرحبا بالصلاة أهلا. كتب الله له ألف ألف حسنة ومـحا عنه ألفي ألف سيئة ورفع له ألفي ألف درجة اهـ . وفـي الشنواني ما نصه : من قال حين يسمع قول الـمؤذن أشهد أن مـحمدا رسول الله. مرحبا بـحبيبـي وقرة عينـي مـحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ثم يقبل إبهاميه ويـجعلهما على عينيه لـم يعم ولـم يرمد أبدا. وذكر أبو مـحمد بن سبع فـي شفاء الصدور : وأن من قال إذا فرغ الـمؤذن من أذانه لا إله إلا الله وحده لا شريك له. كل شيئ هالك إلا وجهه. اللهم أنت الذي مننتَ علي بهذه الشهادة وما شهدتها إلا لك ولا يقبلها منـي غيرك فاجعلها لـي قربة عندك وحجابا من نارك واغفرلـي ولوالدي ولكل مؤمن ومؤمنة برحـمتك إنك على كل شيئ قدير. أدخله الله الـجنة بغير حساب اهـ. والله سبحانه وتعالـى أعلم. { فائدة } فيها بشرى روى ابن حبان فـي صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا  :  إن العبد إذا قام يصلي أتى بذنوبه فوضعت على رأسه أو على عاتقه. فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه أي حتى لا يبقى منها شيئ إن شاء الله تعالـى. اهـ { فائدة } من مات وعليه صلاة فلا قضاء ولا فدية. وفـي قول كجمع الـمجتهدين أنها تقضى عنه لـخبر البخاري وغيره ومن ثم اختاره جـمع من أئمتنا وفعل به السبكي عن بعض أقاربه ونقل ابن برهان عن القديم أنه يلزم الولـي إن خلف تركة أن يصلي عنه كالصوم. وفـي وجه عليه كثيرون من أصحابنا أنه يطعم عن كل صلاة مدا. وقال الـمحب الطبري : يصل للميت كل عبادة تفعل واجبة أو مندوبة. وفـي شرح الـمختار لـمؤلفه مذهب أهل السنة أن للإنسان أن يـجعل ثواب عمله وصلاته لغيره ويصله أهـ. وقوله ( لـم تقض ولـم تفد عنه ) وعند الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه تفدى عنه إذا أوصى بها ولا تقضى عنه  اهـ. ولو مات وعليه صلوات فائتة وأوصى بالكفارة يعطى لكل صلاة نصف صاع من بُر كالفطرة. وكذا حكم الوتر والصوم. وإنـما يعطي من لـمث ماله ولو لـم يترك ما لا يستقرض وارثه نصف صاع مثلا ويدفعه للفقير ثم يدفعه الفقير للوارث ثم و ثم حتى يتم. ولو قضاها وارثه بأمره لـم يـجز لأنها عبادة بدنية. اهـ { فائدة } يـجوز له أن ينظر إلـى عورته فـي غير الصلاة ولكن يكره ذلك من غير حاجة. وأما فـي الصلاة فلا يـجوز. فلو رأى عورة نفسه فـي صلاته من كمه أو من طوق قميصه بطلت صلاته. { فائدة } روى عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا : حسدنا اليهود على القبلة التـي هدينا إليها وضلوا عنها وعلى الـجمعة وعلى قولنا خلف الإمام آمين. كما فـي خبر الشيخان : إذا قال أحدكم آمين وقالت الـملائكة فـي السماء آمين فوافقت إحداهـما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه. { فائدة } قَالَ الْفُقَهَاءُ مَكْرُوْهَاتُ الصَّلاَة ُخـَمْسَةٌ وَثَلاَثُوْنَ :  الَصَّلاَةُ فِي اْلـحَمَّاِم وَالصَّلاَةُ فِي اْلـمَعْطَنِ وَالصَّلاَةُ فِي اْلـمَجْزَرَةِ وَالصَّلاَةُ فِي اْلـمَقْبَرَةِ وَالصَّلاَةُ فِي الطَّرِيْقِ وَالصَّلاَةُ فِي اْلكَنِيْسَةِ وَاْلبِيْعَةِ وَالصَّلاَةُ فِي مَوْضِعِ اْلـمَكْسِ وَالصَّلاَةُ فِي السُّوْقِ وَالصَّلاَةُ اَمَامَ أَدَمِيٍّ يَسْتَقْبِلُهُ وَاْلاِيْْْْْْطَانُ وَهُوَ اِتِّخَاذُ اْلـمُصَلِّي مَوْضِعًا يُصَلِّي فِيْهِ وَلاَ يَنْتَقِلُ عَنْهُ اِلَى غَيْرِهِ وَالصَّلاَةُ مُسَاوِيًا لِلاِمَامِ فِي اْلـمَوْقِفِ وَالصَّلاَةُ حَاقِنًا وَهُوَ الَّذِيْ يُدَافِعُ اْلبَوْلَ وَالصَّلاَةُ حَاقِبًا وَهُوَ اَّلذِيْ يُدَافِعُ اْلغَائِطَ وَالصَّلاَةُ حَازِقًا وَهُوَ الَّذِيْ يُدَافِعُ الرِّيْحَ وَالصَّلاَةُ تَائِـقًا لِلطَّعَامِ اْلـحَاضِرِ اِنْ وَسِعَ اْلوَقْتُ وَالصَّلاَةُ غَضْبَانًا وَالصَّلاَةُ نَعِسًا وَالصَّلاَةُ مَكْشُوْفَ الرَّأْسِ وَالصَّلاَةُ فِي ثَوْبٍ فِيْهِ تَصَاوِيْرُ وَاْلاِسْبَالُ وَهُوَ اَنْ يُرْسِلَ ثَوْبَهُ حَتَّى يُصِيْبَ اْلأَرْضَ وَاْلاِسْرَارُ وَاْلـجَهْرُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِمَا وَاِلْصَاقُ عَضُـَدَيْهِ بـِجَـنْـبَـْيهِ عِنْـدَ الرُّكُـوْعِ وَاِلْصَاقُ بَطْنِـهِ بِـفَخِـذَيْهِ عِـْندَ السُّجُوْدِ وَاْلـجَهْرُ خَلْفَ اْلاِمَامِ وَاِطَالَـُةُ التَّشَـهُّدِ اْلأَوَّلِ وَالدُّعَاءِ بَعْـدَهُ وَعَدَمُ السُّجُوْدِ عَلَى اْلأَنـْفِ وَكَـفُّ شَعْرِهِ وَثَوْبِهِ وَرَفْعُ اْلبَصَرِ اِلَى السَّمَاءِ وَمَسْحُ جَـبْهَـتِـهِ وَاْلاِلْتِـفَـاتُ بِـوَجْهِـهِ وَالتَّشْـبِيْـكُ وَاْلاِهْـتِزَازُ وَمُقَارَنَةُ اْلاِمَامِ فِي اْلأَفْعَالِ وَالتَّـثَّاؤُبُ وَاْلاِشَارَةُ بِغَيْرِ حَاجَةٍ. { فائدة } لابأس بالنوم فـي الـمسجد لغير الـجنب ولو لغير أعزبَ وهو من لـم يكن عنده أهل. فقد ثبت أن أصحاب الصفة وهم زهاد من الصحابة فُقَراء غراباء. كانوا ينامون فيه فـي زمنه صلى الله عليه وسلم. نعم يـحرم النوم فيه إذا ضيَّق على الـمصلين ويـجب حينئذٍ تنبيهه. ويُندب تنبيه مَن نام فـي نـحو الصف الأول أو أمام الـمصلين. ولا ينبغي التصدقُ فـي الـمسجد ويلزم من رأَه الإنكار عليه ومنعه إن قدر. ويكره السؤال فيه بل يـحرم إن شوش على الـمصلين أو مشى أمام الصفوف أو تـَخَطى رقابهم. وأما إعطاء السائل فيه فيندب. ويـحرم الرقص فيه ولو لغير شابة. ويـحرم النط فيه ولو بالذكر لـما فيه من تقطيع حُصُره وإيذاء غيره. والنط الوثب وهو نقل الرجل من مـحل إلـى مـحل آخر مرة بعد أخرى. والـحصر بضم الـحاء والصاد جـمع حصير وهو البارية الـخشنة. { فائدة } ذكر الفشنـي فـي شرح الأربعين أن فـي الـجنة شجرة إسـمها التحيات وعليها طائر إسـمه الـمباركات. وتـحتها عين إسـمها الطيبات. فإذا قال العبد ذلك فـي كل صلاة نزل ذلك الطائر من فوق الشجرة وانغمس فـي تلك العين ثم خرج منها وهو ينفض أجنحته فيتقطر الـماء من عليه فيخلق الله من كل قطرة ملكا يستغفرله إلـى يوم القيامة. { فائدة }  قَالَ السَّيِّدُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَشْهُوْرُ : يُنْدَبُ تَأْخِيْرُ الصَّلاَةِ مِنْ أَوَّلِ وَقْتِهَا فِي سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ صُوْرَةً : الَصَّبِيُّ ِإذَا عَلِمَ بُلُوْغَهُ أَثْنَاءَ اْلوَقْتِ بِالسِّنِّ. وَلِمَنْ غَلَبَهُ النَّوْمُ مَعَ سَعَةِ اْلوَقْتِ. وَمَنْ رَجَا زَوَالَ عُذْرِهِ قَبْلَ فَوَاتِ اْلـجُـُمُعَةِ. وَمَنْ َتيَقَّنَ الْجَمَاعَةَ. وَلِدَائِمِ الْحَدَثِ رَجَا الإِنْقَطَاعَ. وَلِلْخُرُوْجِ مِنَ الأَمْكِنَةِ التَّـِي تُكْرَهُ فِيْهَا الصَّلاَةُ. وَلِمَنْ عِنْدَهُ ضَيْفٌ حَتَّى يُطْعِمَهُ وَيـُؤَوِّيَهُ. وَمَنْ تَعَيَّنَتْ عَلَيْهِ شَهَادَةٌ حَتّى  يُؤَدِّيَهَا. وَعِنْدَ اْلغَضَبِ. وَالْغَيْظُ حَتَّى يَزُوْلَ. وَمَنْ يُؤْنِسُ مَرِيْضًا يَسْتَوْحِشُ بِفِرَاقِهِ. وَخَائِفٌ عَلَى مَعْصُوْمٍ. وَمُشْتَغِلٌ بِذَبْحِ َبِهيْمَةٍ مُشْرِفَةٍ عَلَى اْلـهَلاَكِ. أَوْ إِطْعَامِهَا. أَوْ قَتْلِ نَحْوِ حَيَّةٍ. وَلِشِدَّةِ اْلـحَرِّ. وَلِلْرَّمْيِ ظُهْرًا. وَاْلـمـَغْرِبُ ِبـمُزْدَلِفَةَ. وَمُدَافَعَةُ اْلـحَدَثِ. وَلِتَوْقَانِ الطَّعَامِ. وَتَيَقَّنَ اْلـمَاءَ آخِرَهُ. اَوِ السِّتْرَةَ. أَوِ اْلقُدْرَةَ عَلىَ اْلقِيَامِ. وَاشْتِغَالُهُ بِنَحْوِ غَرِيْقٍ. أَوْ صَائِلٌ عَلَى نَفْسٍ أَوْ مَالٍ وَتَـجْـهِيْزِ مَيِّتٍ. { فائدة } قال النووي فـي التبيان : لايـمنع الكافر عن سـمع القرآن. لقوله عزّ وجلّ : وإن أحد من الـمشركين إستجارك فأجِرْه حتى يسمع كلام الله. ويـمنع من مس الـمصحف. وهل يـجوز تعليمه القرآن ؟ قال أصحابنا : إن كان لا يرجى إسلامه لـم يـجز تعليمه وإن رجي إسلامه ففيه وجهان. أصحهما يـجوز رجاءً لإسلامه والثاني لا يـجوز كما لا يـجوز بيع الـمصحف منه وإن رجي. وأما إذا رأيناه يتعلم فهل يـمنع ؟ فيه وجهان. { فائدة }  قال النووي فـي الأذكار وروينا فـي كتاب ابن السنـي عن أنس رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى صلاته مسح وجهه بيده اليمنى ثم قال : أشهد أن لا إله إلا هو الرحـمن الرحيم أللهم اذهب عنـي الـهم والـحزن. وفـي رواية بسم الله الذي لا إله إلا هو الرحـمن الرحيم أللهم اذهب عنـي الـهم والـحزن. { فائدة } وذكر الشيخ عبد الوهاب الشعراني رضي الله تعالـى عنه فـي كتابه الـمسمى بالدلالة على الله عز وجل عن سيدنا أبي العباس الـخضر عن نبينا عليه وعلى سائر الأنبياء والـمرسلين السلام أنه قال : سألتُ أربعة وعشرين ألف نبـي عن استعمال شيئ يأمن العبد به من سلب الإيـمان. فلم يـجبْنـي أحد منهم حتى اجتمعت بـمحمد صلى الله عليه وسلم. فسألته عن ذلك. فقال حتى أسأل جبريل عليه السلام فسأله عن ذلك. فقال حتى أسأل رب العزة عن ذلك. فسأل رب العزة عن ذلك. فقال الله عز وجل : من واظب على قراءة آية الكرسي وآمن الرسول إلـى آخر السورة وشهدالله إلـى قوله الإسلام وقل اللهم مالك الـملك إلـى قوله بغير حساب وسورة الإخلاص والـمعوذتين والفاتـحة عقب كل صلاة . أمن من سلب الإيـمان. { فائدة } لتثبيت الإيـمان مـجربة عن كثير من العارفين بإعلام النبـي صلى الله عليه وسلم  وأمره بذلك فـي الـمنام بين سنة الصبح والفريضة :  ياحي ياقيوم لا إله إلا أنت أربعين مرة. وعن الترمذي الـحكيم قال : رأيت الله فـي الـمنام مرارا فقلت له :  يارب إني أخاف زوال الإيـمان. فأمرني بهذا الدعآء بين سنة الصبح والفريضة إحدى وأربعين مرة وهو هذا : ياحي ياقيوم يابديع السموات والأرض ياذاالـجلال والإكرام  ياالله لا إله إلا أنت. أسألك أن تـُحيي قلبـي بنور معرفتك ياالله ياالله ياالله  ياأرحم الراحـمين. ووردت عن النبـي صلى الله عليه وسلم فـي أحاديث صحيحة كثيرة أمر بها بعض أصحابه لتوسعة الرزق قال بعد العارفين وهي مـجربة لبسط الرزق الظاهر والباطن وهي هذه : لا إله إلا الله الـملك الـحق الـمبين كل يوم مائة مرة. سبحان الله وبـحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله كل يوم مائة مرة. واستحسن كثير من الأشياخ أن تكون بين سنة الصبح والفريضة. فإن فاتت فـي ذلك فبعد صلاة الصبح وقبل طلوع الشمس. فإن فاتت فـي ذلك فعند الزوال. فلا ينبغي للعبد أن يـخلي يومه عنها. { فائدة } اَلسِّقْطُ : هو الَّذِيْ خَرَجَ مِنْ بَطْنِ أُمِّهِ قَبْلَ تَمَامِ أَشْهُرِهِ وَهِيَ سِتَّةُ أَشْهُرٍ. وَيَخْتَلِفُ حُكْمُهُ بِاخْتِلاَفِ حَالَتِهِ. حَالاَتُ الْسِّقْطِ ثَلاَثَةٌ وَهِيَ : إِنْ ظَهَرَتْ فِيْهِ أَمَارَةُ الْحَيَاةِ كَاسْتِهْلاَلِهِ صَارِخًا أَوْ تَحَرُّكِهِ أَوْتَنَفُّسِهِ. فَحُكْمُهُ كَالْكَبِيْرِ فَيُغَسَّلُ وَيُكَفَّنُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْفَنُ. وإِنْ لَمْ تَظْهَرْ فِيْهِ أَمَارَةُ الْحَيَاةِ وَلَكِنْ ظَهَرَ فِيْهِ مَبْدَأ ُخَلْقٍ اَدَمِيٍّ كَرَأْسٍ أَوْ يَدٍ أَوْ رِجْل. ٍفَحُكْمُهُ يُغَسَّلُ وَيُكَفَّنُ وَلاَ يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْفَنُ عِنْدَ ابْنِ حَجَرٍ. وَعِنْدَ الرَّمْلِيِّ تَفْصِيْلٌ :  إِنْ خَرَجَ قَبْلَ سِتَّةٍ أَشْهُرٍ فَيُغسَلُ وَيُكفنُ وَلا يُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْفَنُ. وإِنْ خَرَجَ بَعْدَ سِتَّة أَشْهُرٍ فَكَالْكَبِيْرِ فيُغَسَّلُ وَيُكَفَّنُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ وَيُدْفَنُ. وإِنْ لَمْ تَظْهَرْ فِيْهِ مَبْدَأ ُخَلْقِ اَدَمَيٍّ كَقِطْعَةِ لَحْمٍ. فَحُكْمُهُ لاَ يَجِبُ فِيْهِ شَيْئٌ وَلَكِنْ يُسَنُّ سَتْرُهُ بِخِرْقَةٍ وَدَفْنُهُ. { فائدة } فـي السَّنة العاشرة من الـهجرة كانت حجة الوداع وتسمى حجة الإسلام. ولـم يـحج صلى الله عليه وسلم بعد الـهجرة سواها. وقدحج قبل النبوة وبعدها حجات لا يُعرف عددها واعتمر بعد أن هاجر أربعا. ولا يـجب الـحج بأصل الشرع فـي العمر إلا مرة واحدة. لأنه صلى الله عليه وسلم لـم يـحج بعد فُرض الـحج إلا مرة واحدة وهي حجة الوداع كما ذكرناه. ولـخبر مسلم : أحجنا هذا لعامنا أم للأبد؟ قال لا بل للأبد. وأما حديث البيهقي : إلا آمر بالـحج فـي كل خـمسة أعوام. فمحمول عن الندب لقوله صلى الله عليه وسلم :  من حج حجة أدى فرضه. ومن حج ثانية داين ربه. ومن حج ثلاث حجج حرم الله شعره وبشره على النار. وقد يـجب الـحج أكثر من مرة لعارض كنذر وقضآء عن إفساد التطوع. والعمرة فرض فـي الأظهر لقوله تعالـى : أتـِمّوا الـحج والعمرة لله أي أئتوابهما تامّين.  وعن عائشة رضي الله تعالـى عنها أنها قالت : يا رسول الله هل على النسآء جهاد ؟ قال : نعم جهاد لا قتال فيه الـحج والعمرة. ولا نـجب فـي العمر إلا مرة واحدة. فيا إخواني ! من لـم يـمنعه من الـحج مرض قاطع أو سلطان جائر. ومات ولـم يـحج فلا يبالـي مات يهوديا أو نصرانيا. وقال عمر رضي الله تعالـى عنه : هـممت أن أكتب إلـى الأمصار بضرب الـجزية على من لـم يـحج مـمن يستطيع إليه سبيلا.  { فائدة } روي عن ابن عباس رضى الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من مشى إلـى غريـمه بـحقه يؤديه اليه. صلت عليه دواب الأرض ونون البحار أي حيتانها وغرس له بكل خطوة شجرة فـي الـجنة وغفر له ذنب. وما من غريم يلوي غريـمه أي يـماطله ويسوف به وهو قادر إلا كتب الله عليه فـي كل وقت إثـما.

فـي  الإحسان

{ فائدة } إِنَّ اللهَ تعَاَلَى أَخْفَى خَـمْسَةَ أَشْيَآءَ فِي خَـمْسَةِ أَشْيَآءَ : أَخْفىَ رِضَاهُ فِي طَاعَةٍ مِنَ الطَّاعَاتِ لِيَجْتَهِدَ النَّاسُ فِي جَـمِيْعِ الطَّاعَاتِ رَجَآءً أَنْ يُصَادِفُوْهَا. وَأَخْفَى سُخْطَهُ فِي مَعْصِيَةٍ مِنَ اْلـمَعَاصِي لِيَجْتَنِبَهَا النَّاسُ كُلَّهَا خَشْيَةَ اْلوُقُوْعِ فِيْهِ. وَأَخْفَى لَيْلَةَ اْلقَدْرِ فِي رَمَضَانَ لِيَجْتَهِدَالنَّاسُ فِي إِحْيَآءِ لَيَالِيْهِ رَجَآءً أَنْ يُُصَادِفُوْهَا. وَأَخْفَى اِسْـمَهُ اْلأَعْظَمَ فِي جَـمِيْعِ أَسْـمَآئِهِ لِيَجْتَهِدَ النَّاسُ فِي الدُّعَآءِ بِـَجَمِيْعِهَا رَجَآءً أَنْ يُُصَادِفُوْهُ. وَأَخْفَى أَوْلِيَآءَهُ فِي جُـْمْلَةِ خَلقِهِ حَتىَّ لاَيـَحْتَقِرُوْا أَحَداً مِنْهُمْ وَيَطْلبُُوْنَ الدُّعَآءَ مِنْهُمْ رَجَآءً أَنْ يُصَادِفُوْهُ بِـُحُصُوْلِ بَرَكَتِهِ بِدُعَآئِهِ. وَزاَدَ بَعْضُهُمْ : وَأَخْفَى سَاعَةً اْلإِجَابَةِ فِي يَوْمِ اْلـجُمُعَةِ لِيَجْتَهِدَ النَّاسُ بِالدُّعَآءِ فِيْهِ. وَأَخْفَى الصَّلاَةَ اْلوُسْطَى فِي اْلـخَمْسِ لِيُحَافِظُوْا عَلَى جَـمِيْعِهَا. { فائدة } كان رجل من قوم صالـح قد آذا هم فقالوا : يا نبـي الله أدع الله عليه فقال : إذهبوا فقد كفيتموه. وكان يـخرج كل يوم يـحتطب. فخرج يومئذ ومعه رغيفان فأكل أحدهـما وتصدق بالآخر. فاحتطب ثم جاء بـحطبه سالـما فلم يصبه شيئ. فدعاه صالـح وقال : أي شيئ صنعت اليوم ؟ قال : خرجت ومعي قُرصانِ فتصدقت بأحدهـما وأكلت الآخر فقال صالـح عليه السلام : حل حطبك. فحله فإذا فيه ثعبان أسود مثل الـجذع عاض على جذع من الـحطب فقال : بهذا دفع عنك يعنـي بالصدقة. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن نفرا مروا عل عيسى عليه السلام فقال : يـموت أحد هؤلاء اليوم إن شاء الله تعالـى. فمضوا ثم رجعوا عليه سالـمين بالعشي ومعهم حزم حطب فقال : ضعوا. وقال للذي قال : إنه يـموت اليوم حل حطبك فحله فإذا فيه حية سوداء فقال : ما عملت اليوم ؟ قال : ما عملت شيئا إلا أنه كان معي فـي يدي فلقة من خبز فمر بي مسكين فسألنـي فأعطيته بعضها فقال : بها دفع عنك. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال : كان فيمن كان قبلكم رجل يأتي وكر طائر. كلما أفرخ يأخذ فرخيه. فشكا ذلك الطير إلـى الله تعالـى ما يفعل به. فأوحى الله تعالـى إليه : إنْ عاد فسأهلكه. فلما أفرخ الطائر خرج ذلك الرجل إلـى وكره على العادة ليأخذ أولاده. فلما كان فـي طرف القرية لقيه سائل فأعطاه رغيفا كان معه يتغذاه ثم مضى حتى أتى الوكر. ثم وضع سلمه فأخذ الفرخين وأبوهـما ينظران إليه فقالا : ربنا إنك لا تـخلف الـميعاد وقد وعدتنا أنك تهلك هذا إذا عاد فقد أخذ فرخينا ولـم تهلكه ؟ فأوحى الله إليهما : ألـم تعلما أني لـم أهلك أحدا تصدق فـي يومه بـميتة سوء. وعن وهب بن منبه قال : بينما امرأة من بنـي إسرائيل على ساحل البحر تغسل ثيابا وصبـيّ لـها يدب بين يديها. إذ جاء سائلٌ فأعطته لقمة من رغيف كان معها. فما كان بأسرع من أن جاء ذئب فالتقم الصبـيَّ فجعلت تعدو خلفه وهي تقول : يا ذئب إبنـي. فبعث الله ملكا انتزع الصبـي من فم الذئب ورمى به إليها وقال لقمة بلقمة. وقيل إن قصارا كان فـي زمن عيسى عليه السلام  يهرش على الناس أقمشتهم. فسألوا عيسى عليه السلام أن يدعو عليه فدعا عليه بالـهلاك. فبينما هم عند غروب الشمس وإذا القصار قد دخل ورزمته على رأسه فعجبوا من ذلك. وأتو عيسى عليه السلام فطلبه فحضر برزمته فقال : إفتح رزمتك ففتحها فإذا فيها ثعبان عظيم مطوق قد ألـجم بلجام من حديد فقال له عيسى : ما صنعت اليوم من الـخير؟ قال : ما صنعت شيئا إلا أن رجلا نزل إلـي من صومعة فشكا إلـي جوعا  فدفعت له رغيفا كان معي فقال عيسى عليه السلام : إن الله بعث إليك هذا العدو فلما تصدقت أمر الله ملكا فألـجمه بهذا اللجام. { فائدة }  شاردة فـي تفسير قوله تعالـى : قالت نـملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يـحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون. قال ابن عطاء : تكلمت النملة بكلام جـمعت فيه عشرة أجناس من الكلام. فنادت ونبهت وسـمت وأمرت ونصحت وحذرت وخصت وعمت وأشارت وأعذرت. فأما النداء فبِيا. وأما التنبيه فقولـها أيها. وأما التسمية فقولـها النمل. وأما أمرت فقولـها أدخلوا. وأما نصحت فقولـها مساكنكم. وأما حذرت فقولـها لا يـحطمنكم. وأما خصت فقولـها سليمان. وأما عمت فقولـها وجنوده. وأما أشارت فقولـها وهُمْ. وأما أعذرت فقولـها لا يشعرون. قال ابن عطاء : قضت النملة خـمسةَ حقوق : فحقالله وحقا لسليمان وحقا لـها وحقا للنمل وحقا لكم. فأما الـحق الذي لله عز وجل فإنها كانت استرعيت على النمل فأفزعتهم.وأما الـحق الذي لسليمان فإنها نبهت على حق النمل. وأما الـحق الذي لـها فإنها أسقطت حق الله تعالـى عنها بنصيحتها له. وأما الـحق الذي للنمل فقولـها أدخلوا مساكنكم وهي النصيحة. وأما الـحق الذي لكم فأدت بفعلها حقا قضته وحقا لله أدته. قال ابن عطاء : وذلك أنه ما ضحك سليمان إلا مرّتين. الـمرة التـي ظفر بالضحاك فيها والـمرة التـي أشرف فيها على واد النمل لـما سـمع النملة تقول : أدخلوا مساكنكم لا يـحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون. { فائدة } قال بعضهم : الفضائل سبعٌ الصدق والـحياء والتواضع والسخاء والوفاء والعلم وأداء الأمانة. واعلم أن لـهم شريعة وهي أن تعبده تعالـى فعبادة الله تعالـى شريعة عندهم لأنها الـمقصودة منها. وإن كانت الشريعة عند الفقهاء ما شرعه الله تعالـى من الأحكام. وطريقة وهي أن تقصدها بالعلم والعمل. وحقيقة وهي نتيجتهما وهي أن تشهد بنورٍ أودعه الله فـي سُويداء القلب أي وسطه أن كل باطن له ظاهر وعكسه كخرق الـخضر للسفينة وإن كان منكرا ظاهرا فهو جائز فـي الباطن لأنه سبب لنجاة السفيتة من الـملك. والأولـى أن تعرف الـحقيقة بعلم بواطن الأمور كعلم الـخضر بأن ما فعله مع موسى عليهما السلام من خرق السفينة وغيرها فيه مصلحة. وإن كان ظاهره مفسدة فـي البعض. والشريعة ظاهر الـحقيقة والـحقيقة باطنها. وهـما متلازمان معنى. ومثلت الثلاثة بالـجوزة فالشريعة كالقشر الظاهر والطريقة كاللب الـخفي والـحقيقة كالدهن الذي فـي باطن اللب. ولا يتوصل إلـى اللب إلا بـخرق القشر ولا إلـى الدهن إلا بدق اللب. اهـ { فائدة }  فَضَآئِلُ الصَّلَوَاتِ عَلَى خَيْرِ اْلبَرِيَّاتِ : اِمْتِثَالُ اَمْرِاللهِ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَمُوَافَقَتُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِى الصَّلاَةِ عَلَيْهِ. وَمُوَافَقَتُهُ اْلَمَلاَئِكَةَ فِى الصَّلاَةِ عَلَيْهِ. وَحُصُوْلُ عَشْرِ صَلَـوَاتٍ مِنَ اللهِ تَعَالَى عَلَى الَمُصَلِّى عَلَيْهِ بـِوَاحِدَةٍ. وَاَنَّهُ يَرْفَعُ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ. وَيُكْتَبُ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ. وَتـُُمْحَى عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئآتٍ. وَتُرْجَى لَهُ اِجَابَةُ دَعْوَتِهِ. وَاِنَّهَاسَبَبٌ لِشَفَاعَتِهِ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِغُفْرَانِ الذُنوُْبِ وَسَتْرِ اْلعُيُوْبِ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِكِفَايَةِ اْلعَبْدِ مَا اَهَمَّهُ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِقُرْبِ اْلعَبْدِ مِنْهُ. وِاِنَّهَا َتقُوْمُ مَقَامَ الصَّدَقَةِ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِقَضَاءِ اْلـحَوَاِئجِ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِصَلاَةِ اللهِ وَمَلاَئِكَتِهِ عَلَى اْلـمُصَلِّى. وَاِنَّهَا سَبَبُ زَكَاةِ اْلـمُصَلِّىَ وَالطَّهَارَةِ لَهُ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِتَبْشِيْرِ اْلعَبْدِ بِالـْْجَنَّةِ قَبْلَ مَوْتِهِ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِلنَّجَاةِ مِنْ اَهْوَالِ يَوْمِ اْلقِيَامَةِ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِرَدِّهِ عَلىَ الـْمُصَلِّىْ عَلَيْهِ اْلـمُوْفِيَةُ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِتَذَكُّرِ مَا نَسِيَهُ اْلـمُصَلِّى عَلَيْهِ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِطِيْبِ اْلـمَجْلِسِ وَاَنْ لاَ يَعُوْدَ عَلَى اَهْلِهِ حَشْرَةُ يَوْمِ اْلقِيَامَةِ. وَاِنَّهَا سَبَبٌ لِنَفْيِ اْلفَقْرِ عَنِ اْلـمُصَلِّى عَلَيْهِ. وَاِنَّهَا تَنْفِيْ عَنِ اْلعَبْدِ اِسْمُ اْلبُخْلِ اِذَا صَلَّى عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ. وَنـَجَاتُهُ مِنْ دُعَآئِهِ عَلَيْهِ بِرَغْمِ اَنـْفِهِ اِذَا تَرَكَهَا عِنْدَ ذِكْرِهِ. وَإِنَّهاَ تَأْتِيْ بِصَاحِبِهَا عَلَى طَرِيْقِ اْلـجَنَّةِ وَتـُخْطِئُ بِتَارِكِهَا عَنْ طَرِيْقِهَا.وَإِنَّهاَ تُنْجِيْ مِنْ نــَتْنِ اْلـمَجْلِسِ الَّذِيْ لاَ يُذْكَرُ فِيْهِ اِسْمُ اللهِ وَرَسُوْلِهِ. وَإِنَّهاَ سَبَبٌ لِتَمَامِ اْلكَلاَمِ الَّذِيْ ابْتُدِئَ بـِحَمْدِ اللهِ وَالصَّلاَةِ عَلَى رَسُوْلِهِ. وَإِنَّهاَ سَبَبٌ لِفَوْزِ اْلعَبْدِ بِاْلـجَوَازِ عَلَى الصِّرَاطِ. وَإِنَّهَا يـَخْرُجُ اْلعَبْدُ عَنِ اْلـجَفَاءِ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ. وَإِنَّهاَ سَبَبٌ ِلإِلْقَاءِ اللهِ تَعَالَى الثَّناَءَ اْلـحَسَنَ عَلَى اْلـمُصَلِّى عَلَيْهِ  بَيْنَ السَّمَاءِ وَلأَرْضِ. وَإِنَّهَا سَبَبٌ ِلرَحْمَةِ اللهِ. وَإِنَّهَا سَبَبٌ لِلْبَرَكَةِ. وَإِنَّهَا سَبَبٌ لِدَوَاِم مَحَبَّتِهِ وَزِيَادَتِهَا وَتَضَاعُفِهَا وَذَلِكَ عَقْدٌ مِنْ عُقُوْدِ اْلإِيْمَانِ لاَيَتِمُّ اِلاَّ بِهِ. وَإِنَّهَا سَبَبٌ لِمَحَبَّةِ الرَّسُوْلِ لِلْمُصَلِّى عَلَيْهِ. وَإِنَّهاَ سَبَبٌ لـِهِدَايَةِ اْلعَبْدِ وَحَيَاةِ قَلْبِهِ. وَإِنَّهَا سَبَبٌ لِتَثْبِيْتِ اْلقَدَمِ. تَأْدِيَةُ الصَّلاَةِ عَلَيْهِ ِلأَقَلِّ اْلقَلِيْلِ مِنْ حَقِّهِ وَشُكْرِ نِعْمَةِ اللهِ الـَّّتِـيْ اَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا. وَإِنَّهاَ مُتَضَمِّنَةٌ لِذِكْرِ اللهِ وَشُكْرِهِ وَمَعْرِفَةِ اِنْعَامِهِ. اِنَّ الصَّلاَةَ عَلَيْهِ مِنَ اْلعَبْدِ دُعَآءٌ وَسُؤَالٌ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَتَارَةً يَدْعُوْ لِنَبـِيِّهِ وَتاَرَةً لِنـَفْسِهِ وَلاَ يـَخْفَى مَافِي هَذَا مِنَ اْلـمَزِيةَِّ لِلْعَبْدِ. وَمِنْ أَعْظَمِ الثَّمَرَاتِ وَاَجَلِّ اْلفَوَائِدِ اْلـمُكْتَسَبَةِ بِالصَّلاَةِ عَلَيْهِ اِنْطِبَاعُ صُوْرَتِهِ اْلكَرِيـْمَةِ فِي النَّفْسِ. وَإِنَّ اْلإِكْثاَرَ مِنَ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبـِـيِّ يَقُوْمُ مَقَامَ الشَّيْخِ اْلـمُرَبِّيْ. { فائدة }  سئل سيدي الشيخ أحـمد بن مـحمد التجاني رضي الله عنه عن ثواب الأعمال إذا أهداها شخص لآخر ووقع من الـمُهدي إليه شيئ من مـحبطات الأعمال. أتـحبط له تلك الـهبة؟ فأجابه رضي الله عنه بقوله : لا تـحبط الـهبة للموهوب له إذا ارتكب شيئا من مـحبطات الأعمال غير الشرك بالله تعالـى. لأن الـهبة ليست من أعماله إنـما تـحبط إذا أحبط عمل الواهب له. { فائدة }  قال بعضهم : إذا أراد الله تعالـى أن يوالـي عبده فُتح عليه باب ذكره. فإذا استلذ الذكر فُتح عليه باب القرب ثم رفعه إلـى مـجالس الأنس ثم أجلسه على كرسي التوحيد ثم رُفع عنه الـحجاب وأدخله دار القرب وكُشف له الـجلال والعظمة. فإذا وقع بصره على الـجلال والعظمة خرج من حسه ودعاوى نفسه ويـحصل حينئذ فـي مقام العلم بالله. فلا يتعلم بالـخلق بل بتعليم الله وتـجليه لقلبه. فيَسمع ما لـم يُسمع ويَفهم مالـم يُفهم. { فائدة }  فِي اْلكَلْبِ عَشْرُ خِصَالٍ مَـحْمُوْدَةٍ يَنْبَغِـيْ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ لاَ يـَخْلُوَ مِنْهَا : أَوَّلُـهَا لاَ يَزَالُ جَائِعًا وَهَذِهِ صِفَاتُ الصَّالِـحِيْنَ. اَلثَّانِيَةُ لاَ يَنَامُ مِنَ الَّليْلِ إِلاَّ قَلِيْلاً وَهَذِهِ مِنْ صِفَاتِ اْلـمُتَهَجِّدِيْنَ. اَلثَّالِثَةُ لَوْ طُرِدَ فِي اْليَوْمِ أَلْفَ مَرَّةٍ مَابَرِحَ عَنْ بَابِ سَيِّدِهِ وَهَذِهِ مِنْ عَلاَمَاتِ الصَّادِقِيْنَ. اَلرَّابِعَةُ إِذَامَاتَ لَـمْ يُـخْلِفْ مِيْرَاثًا وَهَذِهِ مِنْ عَلاَمَاتِ الزَّاهِدِيْنَ. اْلـخَامِسَةُ أَنْ يَقْنَعَ مِنَ اْلأَرْضِ بِأَدْنَى مَوْضِعٍ وَهَذِهِ مِنْ عَلاَمَاتِ الرَّاضِيْنَ. السَّادِسَةُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى ُكلِّ مَنْ يَرَى حَتىَّ يَطْرَحَ لَهُ لُقْمَةً وَهَذِهِ مِنْ أَخْلاَقِ اْلـمَسَاكِيْنَ. السَّابِعَةُ أَنهَّ ُلوَ ْطُرِدَ وَحُثىَّ عَلَيْهِ التُّرَابُ فَلاَ يَغْضَبُ وَلاَ يَـحْقِدُ وَهَذِهِ مِنْ أَخْلاَق ِالْعَاشِقِيْنَ. الثَّامِنَةُ إِذَا غَلَبَ عَلَى مَوْضِعِهِ يَتْرُكُهُ وَيَذْهَبُ إِلىَ غَيْرِهِ وَهَذِهِ مِنْ أَفْعَالِ اْلـحَاِمدِيْنَ. التَّاسِعَةُ إِذَا أُعْطِيَ لَهُ لُقْمَةً أَكَلَهَا وَبَاتَ عَلَيْهَا وَهَذِهِ مِنْ عَلاَمَاتِ اْلقَانِعِيْنَ. العَاشِرَةُ أَنَّهُ إِذَاسَافَرَ مِنْ بَلَدٍ إِلَى غَيْرِهَا لَـمْ يَتَزَوَّدْ وَهَذِهِ مِنْ عَلاَمَاتِ اْلـمُتَوَكِّلِيْنَ. { فائدة }  إنَّ مَكَايِّدَ الشَّيْطَانِ مَعَ ابْنِ أَدَمَ ِفـيْ الطَّاعَةِ ِفـيْ سَبْعَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُهَا أَنْ يَنْهَاهُ عَنْهَا. فَإِنْ عَصَمَهُ اللهُ تَعَالَى رَدَّهُ ِبأَنْ قَالَ إِنِّيْ لَـمُحْتَاجٌ إِلَى ذَلِكَ جِدًّا إِذْ لاَ بُدََ لـيْ مِنَ التَّزَوُّدِ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا الفَانِيَةِ لِلآخِرَةِ الَّتِيْ لاَ اِنْـقِضآءَلـَهَا. ثُمَّ يَأْمُرُهُ بِالتَّسْوِيـْفِ.  فَإِنْ عَصَمَهُ اللهُ تَعَالَى وَرَدَّهُ بِأَنْ قَالَ لَـيْسَ أَجْلِيْ بِيَدِيْ عَلَى أَنِّـيْ إِنْ سَوَّفْتُ عَمَلَ اْليَوْمِ إِلَى غَدٍ فَعَمَلُ غَدٍ مَتَى أَعْمَلُهُ فَإِنَّ لِكُلِّ يَوْمٍ عَمَلاً. ثُمَّ يَأْمُرُهُ بِالْعَجَلَةِ فَيَقُوْلُ لَهُ عَجِّلْ عَجِّلْ لِـتـََتَفَرَّغَ لِكَذَاوَكَذَا. فَإِنْ عَصَمَهُ اللهُ تَعَالَى وَرَدَّهُ بِأَنْ قَالَ قَلِيْلُ اْلعَمَلِ مَعَ التَّمَامِ خَيْرٌ مِنْ كَثِـيْرٍ مَعَ النُّقْصَانِ. ثُمَّ يَأْمُرُهُ بِإِتْـمَاِم اْلعَمَلِ مُرَاآَةً لِلنَّاسِ. فَإِنْ عَصَمَهُ اللهُ تَعَالَى رَدَّهُ بِأَنْ قَالَ مَاالَّذِيْ أَعْمَلُ بِـمُرَاآَةِ النَّاسِ أَفَلاَ تَكْفِيْـنِـيْ رُؤْيَةُ اللهِ تَعَالَى. ثُمَّ يُرِيْدُ أَنْ يُوْقِعَهُ فِي اْلعُجُبِ فَيَقُوْلُ مَاأَعْظَمُكَ وَمَاأَيْقَظُكَ وَمَاأَفْضَلُكَ. فَإِنْ عَصَمَهُ اللهُ تَعَالَى رَدَّهُ بِأَنْ قَالَ أَلْـمِنَّةُ ِللهِ تَعَالَى فِي ذَلِكَ دُوْنِي فَهُوَ الَّذِي خَصَّنِـيْ بِتَوْفِيْقِهِ وَجَعَلَ لِعَمَلِيْ قِيْمَةً عَظِيْمَةً بِفَضْلِهِ. وَلَوْلاَ فَضْلُهُ فَمَاذَا كَانَ قِيْمَةَ هَذَاالْعَمَلِ فِي جَنْبِ نِعْمَةِ اللهِ تَعَالَى عَليَّ وَجَنْبِ مَعْصِيَتِـيْ لَهُ. ثُمَّ يَأْتـِـيْهِ مِنْ وَجْهٍ سَادِسٍ وَهُوَ أَعْظَمُهَاوَلاَ يَقِفُ عَلَيْهِ إِلاَّ مُتَـيَقِّظٌ. وَهُوَ أَنْ يَقُوْلَ : إِجتَهِدْ أَنْتَ ِفي السِّرِّ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى سَيُظْهِرُهُ عَلَيْكَ وَيَلْبِسُ ُكلُّ عَامِلٍ عَمَلَهُ وَأَرَادَ بِذَلِكَ ضَرْبًا مِنَ الرِّيَآءِ. فَإِنْ عَصَمَهُ اللهُ تَعَالَى رَدَّهُ بِأَنْ قَالَ : يَامَلْعُوْنُ إِلَى الآنَ كُنْتَ تَأْتـِيْنِـيْ مِنْ وَجْهِ إِفْسَادِ عَمَلِيْ وَالآنَ تَأْتـِيْنِـيْ مِنْ وَجْهِ إِصْلاَحِهِ لَـتُفْسِدَهُ. إِنَّــمَا أَنَا عَبْدُاللهِ تَعَالَى وَهُوَ سَيِّدِيْ. إِنْ شَآء أَظْهَرَ وَإِنْ شَآء أَخْفىَ وَإِنْ شَآءَ جَعَلَنِيْ خَطِيْرًا وَإِنْ شَآء جَعَلَنـيْ حَقِـيْرًا. وَذَلِكَ إِلَيْهِ مَاأُبَالِي إِنْ أَظْهَرَذَلِكَ للِنَّاسِ أَوْلَـمْ يـُُظْهِرْهُ فَلَيْسَ بِأَيــْدِيــْهِمْ شَيْءٌ. ثُمَّ يَأْتِيْهِ مِنْ وَجْهٍ سَابِعٍ وَيَقُوْلَ : لاَحَاجَةَ لَكَ إِلَى هَذَا اْلعَمَلِ ِلأَنَّكَ إِنْ خُلِقْتَ سَعِيْدً الـَمْ يَضُرُّكَ تَرْكُ اْلعَمَلِ وَإِنْ خُلِقْتَ شَقِيًّا لَـمْ يَنْفَعْكَ فِعْلُهُ. فَإِنْ عَصَمَهُ اللهُ تَعَالَى رَدَّهُ بِأَنْ قَالَ : إِنــَّـمَا أَنَا عَبْدٌ وَعَلَى الْعَبْدِ إِمْتِثَالُ اْلأَمْرِ لِعُبُوْدِيَتِهِ. وَالرَّبُّ أَعْلَمُ بِرُبُوْبِيَّتِهِ يَـحْكُمُ مَايَشَآءَ وَيََفْعَلُ مَايُرِيْدُ. وَِلاَ نَّهُ يَنْفَعُنِـي اْلعَمَلُ كَيـْفَمَا كُنْتُ. ِلأَنــِّيْ إِنْ كُنْتُ سَعِيْدًا إِحْتَجْتُ إِلَيْهِ لِزِيَادَةِ الثَّوَابِ وَإِنْ كُنــْتُ شَقِيًّا فَأَناَ مُـحْتَاجٌ إِلَيْهِ كَيْ لاَ أَلـُوْمَ نَفْسِيْ عَلَى أَنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يُعَاقِبُنِـيْ عَلَى الطَّاعَةِ بِكُلِّ حَالٍ وَلاَ يَضُرُّنـِيْ عَلَى أَنِّيْ إِنْ أُدْخِلْتُ النَّارَ وَأَناَ مُطِيْعٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدْخُلَهَا وَأَناَ عَاصٍ. فَكَيْفَ لاَ وَوَعْدُهُ حَقٌّ وَقَوْلُهُ صِدْقٌ. وَقَدْ وَعَدَعَلَى الطَّاعَاتِ بِالثَّوَابِ. فَمَنْ لَقِيَ اللهَ تَعَالَى عَلَى اْلإِيـْمَانِ وَالطَّاعَةِ لَـْمْ يَدْخُلِ النَّارَ أَلْبَتَّةَ. وَدَخَلَ اْلـجَنَّةَ لاَ لاِسْتِحْقَاقِهِ بِعَمَلِهِ اْلـجَنَّةَ وَلكِنْ لِوَعْدِاللهِ تَعَالَى الصَّادِقِ. { فائدة }  وقد ذكر الله عز وجل ألآمرين بالـمعروف والناهين عن الـمنكر ومدَحهم فـي كتابه العزيز : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالـمعروف وتنهون عن الـمنكر وتؤمنون بالله.  والأمر بالـمعروف والنهي عن الـمنكر واجبان على كل مسلم حر مكلف عالـم بذلك بشرط القدرة بـحيث لا يؤدي إلـى فساد عظيم وضرر فـي نفسه وماله وأهله. ولا فرق بين أن يكون إماما أو عالـما أو واحدا من الرعية لـما روي أن النبـي صلى الله عليه وسلم قال : ما من قوم يكون فيهم رجل يعمل الـمعاصي ويقدرون أن يغيروا عليه فلا يغيروا عليه إلا عمهم الله بعذاب قبل أن يتوبوا. فقد شرط رسول الله صلى الله عليه وسلم بذالك لأنه إذا كان الإنكار تغريرا بنفسه وماله فلا يـجب عليه ذلك لقوله تعالـى : ولا تلقوا بأيديكم إلـى التهلكة. وقول النبـي صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم أمرا لا يستطيعون تغييره فاصبروا حتى يكون الله تعالـى هو الذي يغير. إلا إذا كان من أهل العزيـمة والصبر فهو كالـجهاد فـي سبيل الله مع الكفار. وقد قال الله تعالـى فـي قصة لقمان الـحكيم : وأمر بالـمعروف وانه عن الـمنكر واصبر على ما أصابك. لا سيما إذا كان ذلك عند سلطان جائر أو لإظهار كلمة الإيـمان عند ظهور كلمة الكفر. لأن الفقهاء اتفقوا على ذلك اهـ. فالـمنكرون على ثلاثة أقسام : قسم يكون إنكارهم باليد وهم الأئمة والسلاطين. قسم يكون إنكارهم باللسان وهم العلماء. وقسم يكون إنكارهم بالقلب وهم العامة. وقد جاء ما روى أبو سعيد الـخدري رضي الله عنه عن النبـي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا رأى منكم منكرا فليغيره بيده. فإن لـم يستطع فبلسانه. فإن لـم يستطع فبقلبه. وذلك أضعف الإيـمان. وقال أيضا : إذا رأى أحد منكم منكرا لا يستطيع النكير عليه فليقل  ثلاث مرات : اللهم إن هذا منكر. فإذا قال ذلك كان له ثواب من أمر بالـمعروف ونهى عن الـمنكر. ويشترط فـي الآمر بالـمعروف والناهي عن الـمنكر خـمس شرائط : أولـها أن يكون عالـما بـما يأمر وينهى. والثاني أن يكون قصده وجه الله وإعزاز دين الله وإعلاء كلمة الله دون الرياء والسمعة والـحمية لنفسه. والثالث أن يكون أمره ونهيه باللين والتودد لا بالغلطة. والرابع أن يكون صبورا حليما كطبيبٍ يداوي مريضا وحكيم يداوي مـحزونا. والـخامس أن يكون عاملا بـما يأمر متنزها عما ينهى لئلا يكون عند الله مذموما ملوما. والله أعلم. { فائدة } قَالَ اْلـحَكِيْمُ أَبُوْ عَبْدِ اللهِ التُّـرْمُذِيُّ فِـي نَوَادِرِ اْلأُصُوْلِ : وَمِنْ حُرْمَةِ اْلقُرْآنِ أَنْ لاَ يـَمَسَّهُ وَلاَ يَقْرَأَهُ إِلاَّ وَهُوَ عَلَى طَهَارَةٍ. وَأَنْ يَسْتَاكَ وَيُطَيِّبَ فَاهُ إِذْ هُوَ طَرِيْقُهُ. وَأنْ يَتَلَبَّسَ كَمَا يَتَلَبَّسُ لِلدُّخُوْلِ عَلَى اْلأَمِيْـرِ. وَأَنْ يَسْتَقْبِلَ اْلِقبْلَةَ. وَأَنْ يُـمْسِكَ عَنِ اْلقِرَاءَةِ  ِإذَا تَثاَئَبَ. وَأَنْ يَسْتَعِيْذَ بِاللهِ تَعَالَـى مِنَ الشَّيْطَانِ عِنْدَ ابْتِدَائِهِ وَيُصَدِّقَ رَبَّهُ فِـي انْتِهَائِهِ. وَأَنْ لاَ يَقْطَعَهَا بِكَلاَمِ اْلآدَمِيِّيْنَ. وَأَنْ يَقْرَأَهُ فِـيْ خُلْوَةٍ عَلَى تُؤْدَةٍ وَتَرْسِيْلٍ وَتَرْتِيْلٍ. وَيَنْبَغِيْ أَنْ يَفْهَمَ مَايَقْرَأُ فَيَـرْغَبَ إِلـَى اللهِ تَعَالَـى عَلَى آيةِ اْلوَعْدِ وَيَسْتَجِيْـرَ بِهِ عَلَى آيةِ اْلوَعِيْدِ. وَأَنْ تُؤَدِّيَ لِكُلِّ حَرْفٍ حَقَّهُ ِلأَنَّ لَهُ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَةٍ. وَأَنْ لاَ يَلْتَقِطَ اْلآيَ مِنْ كُلِّ سُوْرَةٍ فَيَقْرَأَهَا. وَأَنْ لاَ يَتْـرُكَهُ مَنْشُوْرًا. وَأَنْ لاَ يَضَعَ فَوْقَهُ شَيْئًا. وَلاَ يَضَعَهُ عَلَى اْلأَرْضِ بَلْ يَضَعُهُ فِـيْ حِجْرِهِ. وَلاَ يَـمْحُوَهُ بِاْلبُصَاقِ. وَأَنْ يَسْتَشْفِيَ بِـمَاءِ غُسَالَتِهِ فَإِنَّ فِيْهَا كَرَامَةً. وَلاَ يَتَّخِذَ صَحِيْفَتَهُ وِقَايَةً لِشَيْئ ٍإِذَا بَلِيَتْ. وَلاَ يُـخَلِّيَ يَوْمًا مِنْ أَياَّمِهِ مِنَ النَّظَرِ فِـي اْلـمُصْحَفِ وَيُعْطِيْ عَيْنَيْهِ حَظًّا مِنْهُ. 

فـي  الذكر والدعآء

{ فائدة }  ينبغي للداعي أن يترقب الأوقات التـي يستجاب فيها الدعآء لقوله صلى الله عليه وسلم : إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات الله. ومن جـملة ذلك الدعآء عند الأذان والإقامة والثلث الأخير من الليل وليلة الـجمعة ووقت السحر وليلتـي العيدين وليلة النصف من شعبان وأول ليلة من رجب وعند نظر البيت وعند نزول الـمطر. { فائدة }  عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : من كانت له حاجة فليصم الأربعاء والـخميس والـجمعة. فإذا كان يوم الـجمعة تطهر وراح الـى الـجمعة. فتصدق بصدقة قلت أوكثرت. وما كثر أفضل. فاذا صلى الـجمعة قال : اللهم أني أسألك باسـمك بسم الله الرحـمن الرحيم. الذي لا إله إلا هو عالـم الغيب والشهادة هو الرحـمن الرحيم. وأسألك باسـمك بسم الله الرحـمن الرحيم. الذي لا إله إلا هو الـحي القيوم. لا تأخذه سنة ولا نوم. الذي ملأت عظمته السموات والأرض. وأسألك باسـمك بسم الله الرحـمن الرحيم. الذي لا إله إلا هو عنت له الوجوه. وخضعت له الرقاب . وخشعت له الأبصار. ووجلت القلوب من خشيته. وذرفت منه العيون. أن تصلي على مـحمد وعلى آل مـحمد. وأن تعطي حاجاتنا من حوائج الدنيا والأخرة. وأن تعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار. ياعزيز  ياغفار يا كـريم  ياستار ياحليم  ياجبار. برحـمتك يا أرحم الراحـمين. وكان يقول : لا تعلموها سفهآء كم فيدعو بعضهم على بعض فيستجاب لـهم. وقال عليه الصلاة والسلام : لا يرد دعآء أوله بسم الله الرحـمن الرحيم. كذا فـي تفسير الفاتـحة. { فائدة }  ولصلاة الفاتح من الفضل ثـمان مراتب. والـمذكور من فضلها جزء من الـمرتبة الأولـى فقط. وغير ذلك كلها مكتوم. ومـما ذكر من فضلها غير الـمكتوم : إن مَن قرأها مرة واحدة فـي اليوم تضمن له سعادة الدارين. وإن الـمرة الواحدة منها تكفر جـميع الذنوب. وان الـمرة الواحدة تعدل من كل تسبيح وذكر و دعاء صغيرا أو كبيرا وقع فى الكون ستة ألاف مرة. وإن من يصلى بها عشر مرات يـحصل ثوابا أكبر من ثواب ولـي عاش الف الف سنة دون أن يذكرها. وإن الـمرة الواحدة منها بستمائة الف صلاة كل ملك وإنس وجن من أول خلقهم الـى تلفظ الذاكر بها. والـمرة الثانية مثلها ويضاف عليها ثواب الأولـى. والـمرة الثالثة مثلها ويضاف عليها ثواب الاولـى والثانية وهكذا. وإن من يواظب على قراءتها كل يوم مرة يـموت على الإيـمان.  وانه اذا حصل للمصلى بها شيئ يـحبط عمله فانه لا تـحبط فى جـملة ما يـحبط. وإن من قرأها ليلة الـجمعة مائة مرة نكفر عنه ذنوب اربعمائة سنه. قال شيخنا رضى الله عنه : وخاصية الفاتح لـما أغلق امر إلـهي لا مدخل فيه للعقول. فلو قدرت مائة الف أمة. فى كل امة الف قبيلة. فـي كل قبيلة مائة الف رجل. وعاش كل واحد منهم مائة الف سنه او عام. يذكر كل واحد منهم فى كل يوم مائة الف صلاة على النبـي صلى الله عليه وسلم من غير الفاتح. وجـمعت ثواب هذه الأمـم كلها فى مدة هذه السنين كلها فى هذه الاذكار كلها مالـحقوا كلهم ثواب مرة واحدة من صلاة الفاتح لـما اغلق. { فائدة } فضيلة فدية بصلاة الفاتح. قال السيد مـحمد بن العربي الدمراوي رضي الله عنه : ومـما أمرني به شيخنا الشيخ أحـمد بن مـحمد التجاني رضي الله عنه حين سألته عن أمر الغيبة وما فـي معناها من حقوق الـخلق. أن قال لـي : تصلي صلاة الفاتح لـما أغلق . ثم تقول : اللهم إن هذه الصلاة أهديها لكل من له علي وعلى والدي تباعة أو مظلمة أو حق أو دين. يطالبنـي به وإياهـما يوم القيامة بين يديك. من خروجي وخروجهما من بطن أمي وأمهما إلـى مستقري ومستقرهـما فى التراب. اللهم تقبل منـي ومنهما. وبلغ الثواب إليهم. يقتسمون ذالك على قدر أنصبآئهم وحصصهم فى التبعات والظلامات والديون والـحقوق. وصلى الله على سيدنا مـحمد وعلى أله وصحبه وسلم. سبحان ربك رب العزة عما يصفون. وسلام على الـمرسلين. والـحمد لله رب العالـمين. { فائدة }  إختلف العلماء فـي الأفضل هل الـحمد لله أو لا إله إلا الله ؟ فذهبت طائفة إلـى الأول لأن فـي الـحمد توحيدا وحـمدا وفـي لا إله إلا الله توحيدا فقط. واحتجوا بـحديث أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما مرفوعا : من قال لا إله إلا الله كتبت له عشرون حسنة وحط عنه عشرون سيئة ومن قال الـحمد لله رب العالـمين كتبت له ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون سيئة. وذهبت طائفة إلـى الثاني لأنها تنفي الكفر وعنها يُسئل الـخلق. واحتجوا بقوله صلى الله عليه وسلم : مفتاح الـجنة لا إله إلا الله. وبقوله  صلى الله عليه وسلم : أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله. وبقوله سبحانه وتعالـى فـي الـحديث القدسي : من شغله ذكري عن مسئلتـي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين. وأجابوا عما فـي حديث أبي هريرة بأن العشرين الـحسنة التـي ذكرتْ لقائل لا إله إلا الله وإن كانت أقل عددا من الثلاثين هي أعظم كيفا. { فائدة } مِفْتَاحُ اْلـجَنَّةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. هِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيْدِ وَكَلِمَةُ اْلإِخْلاَصِ وَكَلِمَةُ النَّجَاةِ. وَقَدْ ذُكِرَتْ فِى اْلقُرْآنِ فِى سَبْعَةٍ وَثَلاَثِيْنَ مَوْضِعًا. وَمَعْنَاهَا لاَمَعْبُوْدَ بِـحَقِّ فِى اْلوُجُوْدِ إِلاَّ اللهُ. أَيْ لاَ يَسْتَحِقُّ أَنْ يُذِلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ اللهُ. وَفَضَاِئـلُهَا لاَ تـُحْصَى. مِنْهَا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي يَوْمِهِ كَانَتْ لَهُ كَفَّارَةٌ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَصَابَهُ فِي ذَالِكَ اْليَوْمِ . وَعَنْ كَعْبٍ اْلأَحْبَارِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : أَوْحَى اللهُ تَـعَالَى إِلىَ مُوْسَى ِفي التَّوْرَاةِ. لــَوْلاَمَنْ يَقُوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهَ لَسَلَّطْتُ جَهَنَّمَ عَلَى أَهْلِ الدُّنــْيَا. وَقَالَ السُّحَيْمِيُّ : أَفْضَلُ اْلأَشْيَآءِ َاْلإِيــْمَانُ وَهُوَ قَلْبِـيٌّ. وَأَفْضَلُ اْلكَلاَمِ كَلاَمُ اللهِ وَأَفْضَلُهُ اْلقُرْآنُ. وَأَفْضَلُ الْكَلاَمِ بَعْدَهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَهِيَ أَفْضَلُ مِنَ اْلـحَمْدِ عَلَى الصَّحِيْحِ ِلأَنـــَّهُ تُنْفِي الْكُفْرَ. وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّ كَلِمَةَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ  إِثْنَا عَشَرَ حَرْفًا. فَلاَ بُدَّ أَنــَّهُ وَجَبَ بِهَا إِثْنَا عَشَرَةَ فَرِيــْضَةً. سِتَّةٌ ظَاهِرَةٌ وَسِتَّةٌ بَاطِنَةٌ. أَمَّاالظَّاهِرَةُ فَالطَّهَارَةُ وَالصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ وَالصَّوْمُ وَالْـحَجُّ وَاْلـجِهَادُ. وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالتَّوَكُّلُ وَالتَّفْوِيـضُ وَالصَّبْرُ وَالرِّضَا وَالزُّهْدُ وَالتَّوْبَةُ.  { فائدة } قال النبـي صلى الله عليه وسلم :  من قال حين يصبح وحين يـمسي سبحان الله العظيم وبـحمده مائة مرة لـم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مـما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه. وقال صلى الله عليه وسلم : من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الـملك وله الـحمد وهو على كل شيئ قدير فـي يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومـحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يـمسي ولـم يأت أحد بأفضل مـما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك. ومن قال سبحان الله وبـحمده فـي يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر. { فائدة } روى الطبراني والـخرائطي : من قال إذا أصبح سبحان الله وبـحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله كان من آخر يومه عتيقا من النار. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال حين يصبح اللّهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حـملة عرشك وملائكـتك وجـميع خلقك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن مـحمدا عبدك ورسولك أربع مرات . أعتقه الله ذلك اليوم من النار. والـحكمة فـي ترتيب العتق على قول ذلك أربع مرات قيل : لأنه أشهدَ الله وحـملة عرشه وملائكته وجـميع خلقه فأعتق الله بشهادة كل شاهد ربعه. وهذا كما أن الإنسان يهدرمه إذا شهد أربعة فـي الزنا. كذالك يعصم دم هذا من النار إذا شهد أربعة على إيـمانه. وقال بعضهم : تكرير هذه الكلمات أربع مرات تبلغ حروفها ثلثمائة وستين حرفا. وابن أدم مركب من ثلثمائة وستين عضوا فأعتق الله بكل حرف منها عضوا من أعضائه. { فائدة } ذكر السادة الصوفية أن من قال لا إله إلا الله سبعين ألف مرة أعتق الله بها رقبته أو رقبة من قالـها له من النار. قال الشيخ نـجم الدين الغيطي رحـمه الله تعالـى فـي معراجة فـي تفسير التسبيح أخرج الطبراني فـي الأوسط والـخرائطي وابن مَردوَيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال  رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال حين يصبح سبحان الله وبـحمده ألف مرة فقد اشترى نفسه من الله وكان آخر يومه عتيق الله. قال وهذه فائدة عظيمة ينبغي أن يـحافظ عليها وغنيمة جسيمة يبادر إلـى الإعتناء بها والـمداومة عليها. قال ويشبهها ما يتداوله السادة الصوفية من قول لا إله إلا الله  سبعين ألف مرة ويذكرون أن الله تعالـى يعتق بها رقبة من يقولـها ويشتري بها نفسه من النار ويـحافظون على فعلها لأنفسهم ولـمن مات من أهاليهم وإخوانهم. وقد ذكرها الإمام اليافعي والعارف الكبير الـمُحَيْوي ابن عربي وأوصى بالـمحافظة عليها وذكروا أنه قد ورد فيها خبر نبوي. وحكوا أن شابا صالـحا كان من أهل الكشف ماتت أمه فصاح وبكى وخر مغشيا عليه. ثم سئل عن سبب ذلك فذكر أنه رأى أمه فـي النار. وكان بعض الـمشايخ من السادة حاضرا وكان قد قال هذه السبعين ألف وأراد أن يعدها لنفسه فقال فـي نفسه عند ما سـمع قول الشاب الـمذكور : اللهم إنك تعلم أني هللْتُ هذه السبعين ألف تهليلة وأريد أن أدخرها لنفسي وأشهدك أني قد اشتريت بها أم هذا الشاب من النار. فما اسْتَئْتَمَ الوارد إلا وتبسم الشاب وسرّ سرورا عظيما. وقال الـحمد لله الذي أراني أمي قد خرجتْ من النار وأمر بها إلـى الـجنة. قال الشيخ الـمذكور : فحصل لـي فائدتان صَدَقَ الـخبر الـمذكور وصحته وصدق كشف هذا الشاب. { فائدة }  عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لله تعالـى ملكا موكلا بـمن يقول ياأرحم الراحـمين. فمن قالـها ثلاثا قال له الـملك : إن أرحم الراحـمين قد أقبل عليك فاسأل. { فائدة } لـما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم  إنتهى به إلـى سدرة الـمنتهى ثم إلـى حيث شاء العلي الأعلى. وأعطى الصلوات الـخمس وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لـمن لـم يشرك بالله من أمته شيئا الـمقحمات فـي كبائر الذنوب. قال النبـي صلى الله عليه وسلم  : الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهـما فـي ليلة كفتاه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله كتب كتابا قبل أن يـخلق السموات والأرض بألفي عام. فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة. فلا يقرآن فـي دار فيقربها شيطان. وهذا كله لأجل مـحمد صلى الله عليه وسلم. وكم أكرم الله تعالـى أمته بكرامات لأجله عليه أفضل الصلاة والسلام. { فائدة } قال النبـي صلى الله عليه وسلم : من أحب أن يـحفظ الله عليه إيـمانه فليصل ركعتين بعد سنة الـمغرب ويقرأ فـي كل ركعة فاتـحة الكتاب وقل هو الله أحد ست مرات والـمعوذتين مرة مرة. وقال الفشنـي فـي الـمسلك القريب : فإذا سلم رفع يديه وقال بـحضور القلب : اللهم إني أستودعك إيـماني فـي حياتي وعند مـماتي وبعد مـماتي فاحفظه عليّ إنك على كل شيئ قدير ثلاثا.  { فائدة } وإذا فرغ من صلاة الضحى دعا بهذا الدعاء وهو : اللهم إن الضحاء ضحاؤك والبهاء بهاؤك والـجمال جـمالك والقوة قوتك والقدرة قدرتك والعصمة عصمتك. اللهم إن كان رزقي فـي السماء فأنزله وإن كان فـي الأرض فأخرجه وإن كان معسرا فيسره وإن كان حراما فطهره وإن كان بعيدا فقربه. بـحق ضحائك وبهائك وجـمالك وقوتك وقدرتك. آتنـي ماأتيتَ عبادك الصالـحين. زاده فـي الـمسلك القريب : اللهم بك أُصاول وبك أُحاول وبك أُقاتل.  ثم يقول : رب اغفر لـي وارحـمنـي وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم. مائة مرة أو أربعين مرة. { فائدة } قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فَكَأَنـَّمَا قَرَأَ ثُلُثَ اْلقُرْآنِ وَمَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ مَرَّتَيْنِ فَكَأَنـَّمَا قَرَأَ ثُلُثَيِ الْقُرْآنِ وَمَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ثَلاَثَ مَرِّاتٍ فَكَأَنـَّماَ قَرَأَ جَمِيْعَ مَا أَنـْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. وَقَالَ أَيْضًا : مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ مَرَّةً بُوْرِكَ عَلَيْهِ. وَمَنْ قَرَأَهَا مَرَّتَيْنِ بُوْرِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَمَنْ قَرَأَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بُوْرِكَ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَجِيْرَانِهِ. وَمَنْ قَرَأَهَا اِثْنَتَيْ عَشَرَةَ مَرَّةً بُنِـيَ لَهُ فِي اْلـجَنَّةِ اِثْنـَتاَ عَشَرَةَ قَصْرًا وَمَنْ قَرَأَهَا عِشْرِيْنَ مَرَّةً جَاءَ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ مَعَ النَّبِيِّيْنَ وَمَنْ قَرَأَهَا مِائَةَ مَرَّةٍ غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنـُُوْبَ خَـمْسٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةً وَمَنْ قَرَأَهَا أَرْبَعَمِاَئةِ مَرَّةٍ كَانَ لَهُ أَجْرُ أَرْبَعِمِائَةِ شَهِيْدٍ. وَمَنْ قَرَأَهَا أَلـْفَ مَرَّةٍ لَـمْ يَـمُتْ حَتَّى يَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ اْلـجَنَّةِ أَوْ يُرَى لَهُ. وَقَالَ أَيْضًا : مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ فِي مَرَضِهِ اَّلذِيْ يَـمُوْتُ فِيْهِ لَـمْ يُفْتَنْ فِي قَبْرِهِ وَأَمِنَ مِنْ ضَغْطَةِ اْلقَبْرِ وَحـَمَلَتْهُ اْلـمَلاَئكَِةُ يَوْمَ اْلقِيَامَةِ بِأكفهَا حَتَّى تُـجِيْزَهُ مِنَ الصِّرَاطِ إِلَى اْلـجَنَّةِ. وَقَالَ أَيْضًا : مَنْ مَرَّ عَلَى اْلـمَقَابِرِ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ِإحْدَى عَشَرَةَ مَرَّةً ثُمَّ وَهَبَ أَجْرَهُ لِْلأَمْوَاتِ أُعْطِيَ مِنَ اْلأَجْرِ بِعَدَدِ اْلأَمْوَاتِ. { فائدة } ومـما ذكرها الغزالـي فـي الإحياء ونص عبارته : أما صلاة رجب فقد روي بإسناد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما من أحد يصوم أول خـميس من رجب ثم يصلي فيما بين العشاء والعتمة إثنتـي عشرة ركعة يفصل بين كل ركعتين بتسليمة يقرأ فـي كل ركعة بفاتـحة الكتاب مرة وإنا أنزلناه فـي ليلة القدر ثلاث مرات وقل هو الله أحد إثنتـي عشرة. فإذا فرغ من صلاة صلى عليّ سبعين مرة ويقول اللهم صل على النبـي الأمي وعلى آله. ثم يسجد ويقول فـي سجوده سبعين مرة سبوح قدوس ربنا ورب الـملائكة والروح. ثم يرفع رأسه ويقول سبعين مرة رب اغفر وارحم وتـجاوز عما تعلم فإنك أنت العلي الأعظم. ثم يسجد سجدة أخرى ويقول فيها مثل ما قال فـي السجدة الأولـى ثم يسأل حاجته فـي سجوده فإنها تُقضى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يصلي أحد هذه الصلاة إلا غفرله جـميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزن الـجبال وورق الأشجار ويشفع يوم القيامة فـي سبعمائة من أهل بيته مـمن قد استوجب النار. فهذه صلاة مستحبة. وإنـما أوردناها فـي هذا القسم لأنها تتكرر بتكرر السنين وإن كان لا تبلغ رتبتها رتبة صلاة التراويح وصلاة العيدين لأن هذه الصلاة نقلها الآحاد. ولكن رأيتُ أهل القدس بأجـمعهم يواظبون عليها ولا يسمحون بتركها فأحْببت إيرادها. وأما صلاة شعبان فهي أن يصلي فـي ليلة الـخامس عشر منه مائةَ ركعة كل ركعتين بتسليمة يقرأ فـي كل ركعة بعد الفاتـحة قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة. وإن شآء صلى عشر ركعات يقرأ فـي كل ركعة بعد الفاتـحة قل هو الله أحد مائة مرة. فهذه أيضا مروية فـي جـملة الصلوات. كان السلف يصلون هذه الصلاة ويسمونها صلاة الـخير ويـجتمعون فيها. وربـما صلوها جـماعة. وروي عن الـحسن البصري رحـمه الله أنه قال حدثنـي ثلاثون من أصحاب النبـي صلى الله عليه وسلم أن من صلى هذه الصلاة فـي هذه الليلة نظر الله تعالـى إليه سبعين نظرة وقضى له بكل نظرة سبعين حاجة أدناها الـمغفرة. { فائدة } قال سلطان العارفين سيدي الشيخ أحـمد بن مـحمد التجاني رضي الله عنه لتيسير الرزق لكل فقير أن يداوم بعد صلاة الصبح على قراءة أول سورة الأنعام إلـى ويعلم ما تكسبون ست مرات. فإن الله يسهل لفاعل ذلك من خزائن فضله الأرزاق من حيث لا يـحتسب. وقال سيدي إدريس عمور : إن من قال بعد صلاة الصبح ثلاث مرات : اللهم إني أسألك من خزائن فضلك. فإن الله يفتح عليه أبواب خيراته الـحسية والـمعنوية ببركة هذا الدعآء الـمبارك. { فائدة } فضيلة إستغفار للمؤمنين. قال النبـي صلى الله عليه وسلم : من استغفرللمؤمنين والـمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة.   ( رواه الطبراني عن عبادة بن الصامت ) وقال صلى الله عليه وسلم : من استغفر للمؤمنين والـمؤمنات كل يوم سبعا وعشرين مرة كان من الذين يستجاب لـهم ويرزق بهم أهـل الأرض ( روه الطبراني عن أبى الدرداء ). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه : يا علي من قال كل يوم خـمسة وعشرين مرة أستغفرالله العظيم لـي ولوالدي ولـجميع الـمسلمين والـمسلمات والـمؤمنين والـمؤمنات الأحياء منهم والأموات كتبه الله من أوليائه. { فائدة } قال ابن أبي الدنيا بسنده الـى النبـي صلى الله عليه و سلم أنه قال : من قال كل يوم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مائة مرة لـم يصبه فقر أبدا. وروي فـي الـخبر أيضا إذا نزل بالانسان مهم وتلا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ثلاثـمائة مرة فرج الله عنه. { فائدة } روى أنس ابن مالك رضي الله عنه عن النبـي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أراد أن ينام على فراشه فنام على يـمينه. ثم قرأ قل هو الله أحد مائة مرة. فإذا كان يوم القيامة يقول الرب عز وجل : ياعبدي أدخل بيمينك الـجنة. وروى نوفل الأشجعي أن رجلا قال للنبـي صلى الله عليه وسلم : أوصنـي. فقال : إقرأ عند منامك قل يآأيها الكافرون فإنه براءة من الشرك. ( أخرجه أبو بكر الأنبارى وغيره ) قال ابن عباس : ليس فـي القرآن أشد غيظا لإبليس منها. لأنها توحيد وبراءة من الشرك. قال النواوى فـي التبيان : يستحب أن يقرأ عند النوم آية الكرسي و قل هو الله أحد والـمعوذتين وآخر سورة البقرة. فهذه مـما يهتم له ويتأكد الإعتناء به. فقد ثبت فيه أحاديث صحيحة : ويستحب أن يقرأ إذا استيقظ من النوم كل ليلة أخر آل عمران من قوله تعالـى إن فـي خلق السموات والأرض إلـى أخرها. فقد ثبت فـي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ خواتـيم آل عمران إذا استيقظ. وقال صاحب إتـمام الدرة الـملتقطة : وقد كان النبـي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الإخلاص مع الـمعوذتين وينفث على يديه ويـمسح بهما على جسده عند النوم إذا كان وجعا متألـما ويأمر بذلك. قال بعض العلماء : من واظب على قراءتها نال كل خير و أمن من كل شر فـي الدنيا والآخرة. ومن قرأها وهو جائع شبع أو عطشان روى.  { فائدة } من قال بعد صلاة الـجمعة : ياغنـي ياحـميد يامبدئ  يامعيد يارحيم  ياودود. أغننـي بـحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك و بفضلك عمن سواك. قضى الله دينه وأغناه الله عن خلقه. قال بعض العلماء : فإنْ واظب على ذلك بعد كل فريضة فلا تأتيه الـجمعة الأخرى إلا وقد أغناه الله تعالـى. اهـ


الـمراجع

1.       الـمجالس السنية فـي الكلام على الأربعين النووية   للشيخ أحـمد بن الشيخ حجازي الفُشنـي.
2.  غاية الأماني فـي مناقب وكرامات أصحاب الشيخ سيدي أحمد التجاني.   للشيخ مـحمد السيد التجاني.
3.  كاشفة السجا شرح على سفينة النجا فـي أصول الدين  والفقه.  للشيخ أبي عبد الـمعطي مـحمد نووي الـجاوي.
4.إعانة الطالبين حاشية على فتح الـمعين  للشيخ أبي بكر ابن الشيخ مـحمد شطا الدمياطي.
5.    كفاية الأتقيآء ومنهاج الأصفيآء  للشيخ أبي بكر ابن الشيخ مـحمد شطا الدمياطي.
6.   بغية الـمسترشدين  للسيد عبد الرحـمن بن مـحمد بن حسين الـمشهور باعلوي مفتـي الديار الـحضرمية.
7.         النوادر   للشيخ شهاب الدين أحـمد بن سلامة القليوبي.

8.           الغنية لطالبي طريق الحق فـي الأخلاق والتصوف والآداب الإسلامية   للشيخ عبد القادر الـجيلاني الـحسنـي.
9.          سراج الطالبين شرح على منهاج العابدين للشيخ إحسان مـحمد دحلان الـجمفسي الكديري.
10.                    نهاية الزين  للشيخ أبي عبد الـمعطي مـحمد نووي الـجاوي.


%

Tidak ada komentar:

Posting Komentar