يَا رَبَّنَا بِجَاهِ تَاجِ الْعَارِفِيْنَ ï وَجَاهِ حَامِلِ لِوَاءِ الْوَاصِلِيْنَ

Ya Allah, Ya Tuhan kami dengan pangkat kebesaran pemilik mahkota ahli ma'rifah dan pangkat pemegang bendera kelompok manusia yang telah wushul (sampai ke puncak keyakinan)


قُدْوَتِنَا وَشَيْخِنَا التِّجَانِي ï قَائِدِنَا لِمَنْهَجِ الْعَدْنَانِي

Panutan dan guru kami yakni Syekh Ahmad Tijani, seorang pemandu yang menyampaikan kami kepada tuntunan Nabi Muhammad

يَا رَبِّ ثَبِّتْنَا عَلَى اْلإِيْمَانِ ï وَاحْفَظْ قُلُوْبَنَا مِنَ الْكُفْرَانِ

Ya Tuhanku tetapkan kami atas iman dan jaga hati kami dari segala bentuk kekufuran

وَاحْمِ جَمِيْعَنَا مِنَ الشَّيْطَانِ ï وَحِزْبِهِ مِنْ إِنْسٍ أَوْ مِنْ جَانِّ

Lindungi kami dari kejahatan syetan dan kelompoknya dari bangsa manusia dan jin


نَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيْقَ ï وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ وَالتَّحْقِيْقَ

Kami mohon kepada-Mu taubat dan mendapat kekuatan untuk melakukan kebaikan, ilmu dan pengamalan serta ketepatan dalam segala hal


وَالصَّبْرَ وَالنَّصْرَ عَلَى اْلأَعْدَاءِ ï وَالْجَمْعَ فِي الذِّكْرِ عَلَى الْوِلاَءِ

Berikan kami kesabaran dan kemenangan atas musuh-musuh. Dan jadikan kami selalu berkumpul bersama dalam melakukan dzikir


وَالْفَوْزَ بِالنَّعِيْمِ فِي الْجِنَانِ ï مَعَ النَّبِيّ وَشَيْخِنَا التِّجَانِي

Mendapat kesuksesan dengan mendapat ni'mat di surga bersama Nabi Muhammad dan guru kami Syekh Ahmad Tijani


مَا لَنَا فِي الْكَوْنِ سِوَى الرَّحْمَانِ ï وَالْمُصْطَفَى وَشَيْخِنَا التِّجَانِي

Kami tidak memiliki harapan apa-apa di alam ini melainkan kepada-Mu Ya Allah (Yang Maha Pengasih), manusia terpilih Nabi Muhammad dan guru kami Syekh Ahmad Tijani

هَذِي هَدِيَّةٌ بِفَضْلِ اللهِ ï مِنَّا إِلَيْكَ يَا رَسُوْلَ اللهِ

Dzikir ini merupakan hadiah untukmu Ya Rasulullah dari kami yang semata-mata merupakan pemberian Allah


هَدِيَّةً لِلْمُصْطَفَى الْعَدْنَانِي ï نِيَابَةً عَنْ شَيْخِنَا التِّجَانِي

Hadiah penghormatan buat manusia terpilih Nabi Muhammad keturunan Adnan juga sebagai mandate dari guru kami syekh Ahmad Tijani

آميْنَ آميْنَ اسْتَجِبْ دُعَانَا ï وَلاَ تُخَيِّبْ سَيِّدِي رَجَانَا

Terimalah, terimalah dan kabulkan Ya Allah, doa-doa kami. Jangan Kau kecewakan segala harapan kami

Doa ini merupakan Qashidah tawassul kepada Syekh Ahmad Tijani Radhiyallahu Anhu. qashidah ini biasanya dibaca setelah selesai membaca wirid lazimah dan wazhifah.

Dikutip dari kitab Ghayatul Muna Wal Murad Fima Littijaniy Minal Aurad halaman 27.

Senin, 24 Desember 2012

جَمْعُ اْلفَوَائد



جَمْعُ اْلفَوَائد
جـمعها و رتبها الفقير
نورعلي أحـمد البتاوي
عفى الله عنه وعن والديه والـمسلمين آمين


+

الـمُجلّد الثَّاني


بِسْمِ اللهِ الرَّحْـمَنِ الرَّحِيْمِ
    الـحمد لله الذي بتحميده يستفتح كل كتاب. وبذكره يصدر كل خطاب. وبـحمده يتنعم أهل النعيم فـي دار الـخلود والثواب. فله الـحمد علـى ما أولـى وأسدى. وله الشكر على ما أنعم وأعطى. وأوضح الـحجة وهدى. وصلواته على صفيه ورسوله الذي به من الضلالة هَدى. مـحمد وآله وأصحابه وإخوانه الـمسلمين والـملائكة الـمقربين وسلم تسليما. أللّهمّ صلّ على سيّدنا مـحمّدٍ الفاتح لـما أغلق. والـخـاتـم لـما سبق. ناصر الـحقّ بالـحقّ. والـهادي إلـى صراطك الـمستقيم. وعلى أله حقّ قدره ومقداره العظيم. أما بعد : فعند ما قرأتُ وطلعت ما فـي كتب الـمشايخ الأجلاء والأئمة الأعزاء. فوجدت فيها فوائد العلوم وجواهر الأحكام. وأردت أن أجـمع ما فيها من تقييدات مبعثرات متفرقات. واخترت منها الفوائد الـجليلة والفضائل العظيمة على ما فيها من أقوال العلماء والـحكماء. وجعلتها فـي أربعة فصول. فصل فـي الإيـمان وفصل فـي الإسلام وفصل فـي الإحسان وفصل فـي الذكر والدعآء. ثم إني أرجو لكل من رأى فـي هذه التقييدات خللا أن يـحبرها بالـحسنة  كما قال تعالـى : إن الـحسنات يذهبن السيئات. ولا يكون من الذين لا يصلحون. والله الكريم أسأل أن يـجعلها ذخيرة عملي يوم الـمعاد ويتقبلها بقبول حسن وينبتها بعدي نباتا حسنا وينفع بها كل قارئ ومطالع مثلي. فالله على ما أقول وكيل وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. وصلى الله على سيدنا مـحمد وعلى آله وصحبه وسلم. والـحمد لله رب العالـمين . اهـ


نور علي أحـمد البتاوي
جاكرتا  23 جـمادي الآخر  1429 هـ


بِسْمِ اللهِ الرَّحْـمَنِ الرَّحِيْمِ

فـي الإيمان

{ فائدة } قال القونوي : للإيـمان صورة وروح. ولكل منهما صفتان. ولكل صفة حكمان. وصفة صورة الإيـمان هي الـمعبر عنها بقولـهم الإيـمان إقرار باللسان وعمل بالأركان. وله شرطان معنويان عليهما يتوقف صحة الإقرار والعمل وهـما النية والإخلاص إذ بهما يثبت الانقياد الـمحقق والتمييز بين الـمنافق. ولـهذين الشرطين حكمان. أحدهـما زماني والآخر مكاني. فالزماني كأوقات الصلاة وهو اسم الصوم والـحج. والـمكاني استقبال القبلة ووجوب اجتناب الصلاة فـي البيع الـمصورة والـمواضع النجسة ونـحو ذلك. وفـي الـحج يـجتمع أحكام الزمان والـمكان. والتصديق الذي هو روح الإيـمان ينقسم قسمان. جـملي وهو تصديق الـمخبر الصادق على وجه كلي إما بأمر يـجده فـي نفسه دون سبب خارجي أو يكون الـموجب له آية ومعجزة. والقسم الآخر تصديق تفصيلي منسحب الـحكم على أفراد اختبارات الـمخبر الـمصدق وما يتضمنه من الأمور الـمحكوم بوقوعها ويتبع ذلك رغبة أو رهبة موجبات استحضار ما قرن الـمخبر الصادق بإخبار أنه من تفاصيل الوعد والوعيد ولـهذا الاستحضار درجات. { فائدة } خرج الـحكيم الترمذي عن أبي سعيد مرفوعاً : الـمؤمن فـي الدنيا على ثلاثة أجزاء { الذين آمنوا بالله ورسوله لـم يرتابوا } والذي يأمنه الناس على أنفسهم وأموالـهم والذي إذا أشرف على طمع تركه. قال : فالـجزء الأول هم الظالـمون لأنفسهم ضيعوا العبودية واستوفوا الرزق واكتالوا النعم بالـمكيال الأوفى وكالوا الطاعات بكيل الـخسر فهم من الـمطففين. والثاني هو الـمقتصد الـمقتفي. والثالث تركوا الـهوى وشهوة النفس فهم الـمقربون. { فائدة } مَنْ ترك أربع كلمات كمل إيـمانه. أين وكيف ومتى وكم. فإن قال لك قائل : أين الله ؟ فجوابه ليس فـي مكان ولا يـمر عليه زمان. وإن قال لك : كيف الله ؟ فقل له ليس كمثله شىء. وإن قال لك : متى الله ؟ فقل له أول بلا ابتداء وأخر بلا انتهاء. وإن قال لك قائل : كم الله ؟  فقل له واحد لا من قلة. قل هو الله أحد. { فائدة } قال السهروردي تبعاً للحكيم الترمذي : خلق الله بـحراً تـحت العرش سـماه بـحر الـحياة وجعل فيه حياة كل شيء وجـمع أرزاق الـخلق فـي ذلك البحر. فإذا كان ليلة القدر أخرج أرزاق جـميع الـمرتزقة من خلقه فـي تلك الليلة إلـى مثلها من قابل. فإذا نفد ذلك البحر نفخ فـي الصور. وإليه الإشارة بقوله تعالـى { وفـي السماء رزقكم وما توعدون } ثم أقسم { فو ربِّ السماء والأرض إنه لـحق }. { فائدة } قال جـمهور العلماء : إن التفكر على خـمسة أوجه. إما فـي أيات الله ويلزمه التوجه اليه واليقين به. أو فـي نعمة الله ويتولد عنه الـمحبة. أو فـي وعد الله ويتولد عنه الرغبة. أو فـي وعيد الله ويتولد عنه الرهبة. أو فـي تقصير النفس عن الطاعة ويتولد عنه الـحياء وهو الإنقباض والإنزواء. قال أحـمد بن عطاء الله : من علامات موت القلب عدم الـحزن على ما فاتك من الطاعات وترك الندم على ما فعلته من وجود الزلات. وقال أيضا : الـحزن على فقدان الطاعات فـي الـحال مع عدم النهوض أي الإرتفاع اليها فـي الـمستقبل من علامات الإغترار. { فائدة } قال بعضهم : مـحبة الله على عشرة معان من جهة العبد. أحدها أن يعتقد أن الله تعالـى مـحمود من كل وجه وبكل صفة من ضفاته. وثانيها أن يعتقد أنه مـحسن إلـى عباده منعم متفضل عليهم. وثالثها أن يعتقد أن الإحسان منه إلـى العبد أكبر وأجل من أن يقابل بقول أو عمل منه وإنْ حسن وكثر. ورابعها أن يعتقد قلة قضاياه عليه و قلة تكاليفه. وخامسها أن يكون فـي عامة أوقاته خائفا وجلا من إعراضه تعالـى عنه وسلب ماأكرمه به من معرفة وتوحيد وغيرهـما. وسادسها أن يرى أنه فـي جـميع أحواله وآماله مفتقرا إليه لاغنىً له عنه. وسابعها أن يُدِيْمَ ذكره بأحسن مايقدر عليه منه. وثامنها أن يـحرص على إقامة فرائضه وأن يتقرب إليه بنوافله بقدر طاقته. وتاسعها أن يسر أي يفرح بـما سـمع من غيره من ثناء عليه أن تقرب إليه وجهاد فـي سبيله سرا وعلانية نفسا ومالا وولدا. وعاشرها إنْ سـمع من أحد ذكر الله أعانه. { فائدة } قال ابن رسلان : سـمعت من بعض الـمشايخ أنه ينبغي لـمن أزال قذاة أو أذى عن طريق الـمسلمين أن يقول عند أخذه لإزالتها :  لا إله إلا الله. ليجمع بين أدنى شعب الإيـمان وأعلاها وهي كلمة التوحيد. وبين الأفعال والأقوال. وإذا اجتمع القلب مع اللسان كان ذلك أكمل. { فائدة }  ذكر ابن ظفر عن معمر عن الزهري أشخصت إلـى هشام بن عبد الـملك. فلما كنت بالبلقاء رأيت حجراً مكتوباً عليه بالعبرانية فأرشدت إلـى شيخ يقرؤه. فلما قرأه ضحك وقال : أمر عجيب مكتوب عليه باسـمك اللهم جاء الـحق من ربك بلسان عربي مبين لا إله إلا الله مـحمد رسول الله وكتبه موسى بن عمران بـخطه. { فائدة } رأيت بـخط الـحافظ مغلطاي أن ابن طغر ذكر : أن علياً أتاه راهب بكتاب ورثه عن آبائه كتبه أصحاب الـمسيح فإذا فيه : الـحمد لله الذي قضى فيما قضى وسطر فيما سطر أنه باعث فـي الأميين رسولاً لا فظ ولا غليظ ولا صخاب فـي الأسواق ولا يـجزي بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح. أمته الـحمادون نظره إلـى الأرض أطول من نظره إلـى الـمساء. { فائدة } فـي فتاوى الـحديثية : أن الـحور والولدان والزبانية لا يـموتون وهم مـمن استثنى الله فـي قوله { إلا من شاء الله } وأما الـملائكة فيموتون بالنص والإجـماع. ويتولـى قبض أرواحهم ملك الـموت ويـموت ملك الـموت بلا ملك الـموت. { فائدة } قال ابن فضل الله : كان إدريس يسمى هرمس الـمثلث. كان نبياً وحكيماً وملكاً ووزيراً. قال أبو معشر : هو أول من تكلم فـي الأشياء العلوية من الـحركات النجومية وأول من عمل الكيمياء وأول من بنى الـهياكل ومـجد الله فيها وأول من نظر فـي الطب وتكلم فيه وأنذر بالطوفان. وكان يسكن صعيد مصر فبنى هناك الأهرام والبرابي وصور فيها جـميع الصناعات وأشار إلـى صفات العلوم لـمن بعده حرصاً منها على تـخليدها بعده وخيفة أن يذهب رسـمها من العالـم وأنزل الله عليه ثلاثين صحيفة ثم رفعه مكاناً علياً. { فائدة } أخرج عبد الرزاق فـي مصنفه عن وهب :  لـما ولد عيسى أتت الشياطين إبليس فقالوا : أصبحت الأصنام قد نكست رؤوسها فقال : هذا حادث حدث مكانكم فطار حتى جاب خافقي الأرض فلم ير شيئاً. ثم جاب البحار فلم يقدر على شيء ثم طاف أيضاً فوجد عيسى قد ولد عند مدود حـمار. وإذا الـملائكة قد حفت حوله فرجع إليهم فقال : إن نبياً ولد البارحة ما ولدت أنثى قط ولا وضعت إلا وأنا بـحضرتها إلا هذا فأيسوا أن يعبدوا الأصنام ولكن ائتوا بنـي آدم من قبل الـخفة والعجلة. { فائدة } خير النساء فـي العالـمين أربعة : خديـجة بنت خويلد وفاطمة بنت مـحمد صلى الله عليه وسلم ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. فاطمة و مريم أفضل من خديـجة وآسية. وفـي فاطمة و مريم خلاف مشهور. فرجح البعض تفضيل فاطمة لـما فيها من البضعة الشريفة. قال الشارح العلقمي : هي وأخوها إبراهيم أفضل من جـميع الصحب لـما فيهما من البضعة الشريفة أي وإن كان الـخلفاء الأربعة أفضل من حيث جـموع العلوم وكثرة الـمعارف ونصرة الدين. وبعضهم مريم لـما قيل بنبوتها. ولأنه تعالـى ذكرها مع الأنبياء فـي القرآن. قال القرطبـي : ظاهر القرآن والأحاديث يقتضي أن مريم أفضل من جـميع نسآء العالـم من حواء إلـى آخر امرأة عليها. ويؤيده أنها صديقة ونبية بلغتها الـملائكة الوحي من الله بالتكليف والأخبار والبشارة وغيرها كما بلغت جـميع الأنبياء. قال فهي نبية خلافاً لبعضهم. وحينئذ فهي أفضل من فاطمة لأن النبـي أفضل من الولـي. قال ابن حجر : هذا الـحديث نص صريح فـي تفضيل خديـجة على عائشة لا يـحتمل التأويل. { فائدة } قال ابن عربي : مراكب أهل الـجنة تعظم وتصغر بـحسب ما يريد الراكب. قال القاضي : معناه إن أدخلك الله الـجنة فلا تشاء أن تـحمل على فرس كذلك إلا حـملت عليه. والـمعنى أنه ما من شيء تشتهيه الأنفس إلا وتـجده فـي الـجنة كيف تشاء حتى لو اشتهيت أن تركب فرساً على هذه الصفة لوجدت ذلك ويـحتمل أن الـمراد إن أدخلك الله الـجنة فلا تشاء أن يكون لك مركب من ياقوتة حـمراء تطير بك حيث شئت ولا ترضى به فتطلب فرساً من جنس ما تـجده فـي الدنيا حقيقة وصفة. والـمعنى فيكون لك من الـمراكب ما يغنيك عن الفرس الـمعهود. ويدل على هذا الـمعنى ما جاء فـي رواية أخرى وهو إن أدخلت الـجنة أتيت بفرس من ياقوتة له جناحان فحملت عليه طار بك حيث شئت ولعله عليه الصلاة والسلام لـما أراد أن يبين الفرق مراكب الـجنة ومراكب الدنيا وما بينهما من التفاوت على سبيل التصوير والتمثيل مثل فرس الـجنة من جوهرة بـما هو عندنا أنفس الـجواهر وأدومها وجوداً وأنفعها وأصفاها جوهراً وفـي شدة حركته وسرعة انتقاله بالطيران. { فائدة } الأظافير حلة من نور كانت تـحت حلل آدم الـحرير فـي الـجنة. فلما أكل من الشجرة تطاير عنه لباس الـجنة وبقيت حلة النور فانقضت من وسطها وتقلصت وانعقدت على رءوس أصابعه وصارت ظفرا. فكان أدم إذا نظر إلـى أظافيره بكى وصار عادة فـي أولاده إذا هجم الضحك على أحدهم ينظر إلـى أظافير يديه أو رجليه يسكن عنه. { فائدة } قال الـحكيم : الـجن ألطف فـي الفهم وأسرع فـي الذكاء من الإنس لأن أجسامهم من نار مارج. والآدمي من تراب فجوهرهم أرق وجوهر الآدمي أغلظ ولـم تشغلهم الشهوات كشغل الآدمي فرقة جوهرهم عون لـهم على درك الأشياء. { فائدة } سئل شيخ الاسلام زكريا عن رجل زعم أنه رأى النبـي صلى الله عليه وسلم بقول له : مُر أمتـي بصيام ثلاثة أيام وأن يعيدوا بعدها ويـخطبوا فهل يـجب الصوم أو يندب أو يـجوز أو يـحرم؟ وهل يكره أن يقول أحد للناس : أمركم النبـي عليه الصلاة والسلام بصيام أيام لأنه كذب عليه ومستنده الرؤيا التـي سـمعها من غير رائيها أو منه؟ وهل يـمتنع أن يتسمى إبليس باسم النبـي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويقول للنائم إنه النبـي عليه الصلاة والسلام ويأمره بطاعة ليتوصل بذلك إلـى معصية كما يـمتنع عليه التشكل فـي صورته الشريفة أم لا. وبه تتميز الرؤية له صلى الله عليه وآله وسلم الصادقة من الكاذبة؟ وهل يثبت شيء من أحكام الشرع بالرؤية فـي النوم؟ وهل الـمرئي ذاته صلى الله عليه وسلم أو روحه أو مثل ذلك؟. أجاب لا يـجب على أحد الصوم ولا غيره من الأحكام بـما ذكر ولا مندوب بل قد يكره أو يـحرم لكن إن غلب على الظن صدق الرؤية فله العمل بـما دلت عليه ما لـم يكن فيه تغيير حكم شرعي ولا يثبت بها شيء من الأحكام لعدم ضبط الرؤية لا للشك فـي الرؤية ويـحرم على الشحص أن يقول أمركم النبـي صلى الله عليه وسلم بكذا فيما ذكر بل يأتي بـما يدل على مستنده من الرؤية إذ لا يـمتنع عقلاً أن يتسمى إبليس باسم النبـي صلى الله عليه وسلم ليقول للنائم إنه النبـي ويأمره بالطاعة. والرؤية الصادقة هي الـخالصة من الأضغاث. والأضغاث أنواع : الأول تلاعب الشيطان ليحزن الرائي كأنه يرى أنه قطع رأسه. الثاني أن يرى أن بعض الأنبياء يأمره بـمحرم أو مـحال. الثالث ما تتحدث به النفس فـي اليقظة تـمنياً فيراه كما هو فـي الـمنام. ورؤية الـمصطفى صلى الله عليه وسلم بصفته الـمعلومة إدراك لذاته ورؤيته بغير صفته إدراك لـمثاله. فالأولـى لا تـحتاج إلـى تعبير والثانية تـحتاج إليه. ويـحمل على هذا قول النووي : الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت صفته الـمعروفة أو غيرها وللعلماء فـي ذلك كلام كثير ليس هذا مـحل ذكره وفيما ذكرته كفاية.


فـي  الإسلام

{ فائدة } أخرج أبو يعلى عن الـحسن بن علي أنه دخل الـمتوضأ فأصاب لقمة أو قال كسرة فـي مـجرى الغائط والبول فأخذها فأماط عنها الأذى ثم غسلها نعماً ثم دفعها لغلامه فقال له : ذكرني بها إذا توضأت فلما توضأ قال : ناولنيها قال : أكلتها قال : اذهب فأنت حر قال : لأي شيء قال : سـمعت فاطمة تذكر عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أخذ لقمة أو كسرة من مـجرى الغائط والبول فأماط عنها الأذى وغسلها نعماً أي جيداً ثم أكلها لـم تستقر فـي بطنه حتى يغفر له فما كنت لاستخدم رجلاً من أهل الـجنة. { فائدة } روى الطبراني : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بأصابعه الثلاث بالإبهام والتـي تليها والوسطى. ثم يلعق الثلاث قبل أن يـمسحها الوسطى ثم التـي تليها ثم الإبهام. قال شيخنا فـي شرح الترمذي : كأن السرّ فيه أن الوسطى أكثر تلويثاً لأنها أطول فيبقى فيها من الطعام أكثر من غيرها ولأنها لطولـها أول ما ينزل فـي الطعام أو أن الذي يلعق يكون بطن كفه إلـى جهة وجهه. فإذا ابتدأ الوسطى انتقل إلـى السبابة على جهة يـمينه وكذلك الإبهام  اهـ. { فائدة } أخرج ابن عدي عن جابر مرفوعاً : ما أطعم طعاماً على مائدة ولا جلس عليها وفيها اسـمي إلا قدموا كل يوم مرتين. وأخرج الطرائفي وابن الـجوزي عن عليّ مرفوعاً : ما اجتمع قوم قط فـي مشورة فيهم رجل اسـمه مـحمد لـم يدخلوه فـي مشورتهم إلا لـم يبارك لـهم فيه. { فائدة } سئل جديْ شيخ الإسلام يـحيى الـمناوي رحـمه الله : هل الاهتزاز فـي القرآن مكروه أو خلاف الأولـى؟. فأجاب بأنه فـي غير الصلاة غير مكروه ولكن خلاف الأولـى. ومـحله إذا لـم يغلب الـحال. واحتاج إلـى نـحو النفي فـي الذكر إلـى جهة اليمين والإثبات إلـى جهة القلب. وأما فـي الصلاة فمكروه إذا قل من غير حاجة. وينهى إذا كثر أن يكون كتحريك الـحنك كثيراً من غير أكل وأن الصلاة تبطل به. { فائدة } ذكر الإمام الرازي فـي الأسرار : أن الـماء زاد ببغداد حتى أشرفت على الغرق. فرأى بعض الصلحاء فـي النوم كأنه واقف على طرف دجلة وهو يقول لا حول ولا قوة إلا بالله غرقت بغداد فجاء شخصان فقال أحدهـما لصاحبه : ما الذي أمرت به قال : بتغريق بغداد ثم بهيت قال : ولـم ؟ قال : رفعت ملائكة الليل أن البارحة افتض ببغداد سبعمائة فرج حرام فغضب الله فأمرني بتغريقها ثم رفعت ملائكة النهار فـي صبح ذلك اليوم سبعمائة أذان وإقامة فغفر الله تعالـى لهؤلاء بهؤلاء. { فائدة } قيل إن حواء لـما عصت ربها فـي الـجنة بأكلها من الشجرة عاقب الله تعالـى بناتها النساء بثمانية عشر عقوبة : إحداها الـحيض وثانيها الولادة وثالثها فراق أبيها وأمها ورابعها التزوج بأجنبـي وخامسها النفاس والتلطخ بدمه وسادسها أن لا تـملك نفسها وسابعها نقص ميراثها وثامنها الطلاق وكونه بيد غيرها وتاسعها التزوج عليها بثلاث غيرها وليس لـها ذلك وعاشرها أن لا تـخرج من بيتها ولو لـحجها إلا بـمحرم وحادي عشرها صلاة الـجمعة وثاني عشرها صلاة العيدين وثالث عشرها صلاة الـجنازة ورابع عشرها الـجهاد وليس للنساء ذلك وخامس عشرها عدم صلاحيتها للولاية والقضاء وسادس عشرها أن النساء الفواجر يعذبن يوم القيامة ضعف عذاب الرجال وسابع عشرها اعتدادها لـموت زوجها بأربعة أشهر وعشرة أيام وإحدادها مع ذلك وثامن عشرها إذا طلقها زوجها فإنها تعتد له بثلاثة أشهر أو ثلاث حيضات إن كانت من ذوات الـحيض وليس له ذلك فهذه عقوبة للنساء وبئست العقوب. { فائدة } اعلم أن الـحيض يتعلق به عشرون حكما اثنا عشر حرام. تسعة عليها وهي الصلاة وسجود التلاوة والشكر والطواف والصوم والاعتكاف ودخول الـمسجد إن خافت تلويثه وقراءة القرآن ومسه وكتابته على وجه وزاد فـي الـمهذب الطهارة وزاد الـمـحاملي حضور الـمحتضر. وثلاثة على الزوج وهي الوطء والطلاق وما بين السرة والركبة على الأصح. وثـمانية غير حرام البلوغ والاغتسال والعدة والاستبراء وبراءة الرحم وقبول قولـها فيه وسقوط الصلاة وطواف الوداع ضابط حيث أبيحت الصلاة أبيح الوطء إلا فـي الـمتحيرة والتـي انقطع دمها ولـم تـجد ماء ولا ترابا تصلي ولا توطأ. { فائدة } ويـحرم للجنب والـحائض الـمكث فـي الـمسجد والتردد فيه ولو فـي هوائه وسرداب تـحت أرضه أو فـي رحبته أو روشن متصل به. والـمراد بالـمسجد ما تـحققت مسجديته أو ظنت بالاستفاضة ولو مشاعاً. وتصح التحية فـي الـمشاع لا الاعتكاف على الـمعتمد. نعم يـجوز الـمكث فـي الـمسجد لضرورة كأن نام فيه فاحتلم وتعذر الـخروج منه لـخوف عسس ونـحوه لكن يلزمه التيمم إن وجد غير تراب الـمسجد. أما إذا لـم يـجد إلا ترابه فيحرم ويصح. والـمراد بترابه الداخل فـي وقفتيه. أما لو كانت أرضه مبلطة وجلب الريح فيها تراباً أو فوق حصره فلا يـحرم التيمم به. وينبغي وجوب غسل ما يـمكنه غسله من بدنه لأن الـميسور لا يسقط بالـمعسور. ولو شك فـي التراب هل هو من الـمسجد أو جلبه الريح فالأشبه الـحل. ومذهب الإمام أحـمد جواز الـمكث فـي الـمسجد للجنب بالوضوء لغير ضرورة فيجوز تقليده. ويشترط فـي الـماكث والـمتردد أن يكون مكلفاً غير النبـي. أما غير الـمكلف فيجوز لوليه تـمكينه من ذلك. وأما النبـي فيجوز له ذلك لكن لـم يقع منه. وخرج بالـمكث والتردد العبور وهو الدخول من باب والـخروج من آخر من غير مكث ولا تردّد فلا يـحرم على الـجنب. فإن كان لـحاجة كأن كان الـمسجد أقرب طريقيه فلا كراهة فيه ولا خلاف الأولـى. وإن لـم يكن لـحاجة فهو خلاف الأولـى. وأما الـحائض فإن خافت التلويث حرم عليها العبور. وإن أمنته كان مكروهاً لغلظ حدثها ما لـم يكن لـحاجة وإلا فلا كراهة. وخرج بالـمـسجد الـمدارس والربط ومصلى العيد والـموقوف غير مسجد فلا يـحرم فيه ذلك. نعم ان لوّثته الـحائض حرم من حيث تنجس حق الغير. { فائدة } العبادات بالنسبة إلـى قطع النية أربعة أقسام. قسم يبطل بـمجرد قطع نيته اتفاقاً وهو الإسلام والصلاة. وقسم لا يبطل بذلك اتفاقاً وهو الـحج والعمرة. وقسم لا يبطل بذلك على الأصح وهو الصوم والاعتكاف. وقسم لا يبطل ما مضى منه على الأصح لكن يـحتاج الباقي إلـى تـجديد نية وهو الوضوء والغسل. { فائدة } الأحوال التـي يـجهر فيها الـمأموم خلف الإمام خـمسة : حالة تأمينه مع إمامه وحالة دعاء الإمام فـي قنوت الصبح وفـي قنوت الوتر فـي النصف الأخير من رمضان وفـي قنوت النازلة فـي الصلوات الـخمس وحالة فتحه على إمامه. وما عدا ذلك يسر فيه. { فائدة } السكتات الـمطلوبة فـي الصلاة ست : سكتة بـين تكبـيرة الإحرام ودعاء الافتتاح وسكتة بـين دعاء الافتتاح والتعوّذ وسكتة بـين التعوّذ والفاتـحة وسكتة بـين الضالين وآمين وسكتة بـين آمين والسورة وسكتة بـين السورة والركوع. وكلها بقدر سبحان الله إلا سكوت الإمام بـين آمين والسورة فإنه بقدر قراءة الـمأموم الفاتـحة. والأولـى للإمام أن يشتغل حينئذ بدعاء أو قراءة سراً فالقراءة أولـى. ويسنّ للمأموم أن يؤمّن فـي الـجهرية مع إمامه إن سـمع قراءة الإمام وإلا فلا يؤمّن. والتأمين تابع للفاتـحة سراً وجهراً. فخرج ما لو كان خارج الصلاة فسمع قراءة غيره من إمام ومنفرد فلا يسنّ له التأمين. وليس فـي الصلاة ما تسنّ مقارنة الإمام فيه إلا هذا. فإن لـم تتفق له مقارنته أمن عقبه. ولو تأخر الإمام عن الزمن الـمسنون فيه التأمين أمّن الـمأموم. ولو قرأ الـمأموم مع الإمام وفرغا معاً كفاه تأمين واحد. وإن فرغ الـمأموم قبل الإمام أمن لنفسه ثم يؤمّن للمتابعة ولا ينتظره على الـمعتمد. وإن فرغ الإمام قبله أمّن معه للمتابعة ثم يؤمّن لنفسه عقب قراءته. { فائدة } وكيفية الاستخارة أنه إذا عزم على أمر يتوضأ ويصلي ركعتين بنية استخارة ويقرأ فـي الأولـى الفاتـحة والكافرون. وفـي الثانية الفاتـحة والإخلاص. ثم بعد سلامه يدعو بهذا الدعاء وهو : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك. وأسألك من فضلك العظيم. فإنك تقدر ولا أقدر. وتعلم ولا أعلم. وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لـي فـي دينـي ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري وعاجل أمري وآجله. فاقدره لـي ويسره لـي. ثم بارك لـي فيه. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لـي فـي دينـي ودنياي ومعاشي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفه عنـي واصرفنـي عنه. واقدر لـي الـخير حيث كان ثم رضنـي به. ويسمي حاجته. فليس الـمراد أنه يأتي بلفظ قوله هذا الأمر بل يسمي حاجته كالبـيع والشراء والزواج فيسمي الزوجة. ثم يفعل ما ينشرح له صدره. فإن لـم يظهر له الـحال فـي أول مرة كرر ما عدا الصلاة فإن لـم يظهر له شيء توكل على الله ومضى لـما هو عازم فيكون الـخير فيه. إن شاء الله تعالـى. { فائدة } من خصائص هذه الأمة شهر رمضان وأن الشياطين تصفد فيه وأن الـجنة تزين فيه وأن خلوف فم الصائم أطيب من ريح الـمسك وتستغفر له الـملائكة حتى يفطر ويغفر له فـي آخر ليلة منه. { فائدة } وفرضت صلاة الـجمعة بـمكة ليلة الإسراء ولـم تقم بها لقلة الـمسلمين أو لـخفاء الإسلام إذ ذاك فإن شعارها الإظهار. وأوّل من أقامها بـجهة الـمدينة قبل الـهجرة أسعد بن زرارة بقرية على ميل من الـمدينة واسـمها نقيع الـخضمان. وهي أفضل الصلوات ومن خصائص هذه الأمة. وليست ظهراً مقصوراً لأنه لا يغنى عنها وإن كان وقتها وقته وتتدارك به بل صلاة مستقلة. ومعلوم أنها ركعتان وتـختص بشروط لوجوبها وشروط لصحتها وآداب. { فائدة } عدد آيات القرآن العظيم ستة آلاف وستمائة وست وستون آية. ألف منها أمر. وألف نهي. وألف وعد. وألف وعيد. وألف قصص وأخبار. وألف عبر وأمثال. وخـمسمائة لتبـيـين الـحلال والـحرام. ومائة لتبـيـين الناسخ والـمنسوخ. وستة وستون دعاء واستغفار وأذكار. { فائدة } يتعين على كل مكلف الـمبادرة بالتوبة لئلا يفجأه الـموت الـمفوّت لـها والـمريض آكد من غيره. ويكره تـمنـي الـموت لغير خوف على دينه. وإذا دعته نفسه إلـى ذلك فليقل : اللهم أحينـي ما كانت الـحياة خيراً لـي وتوفنـي إذا كانت الوفاة خيراً لـي. ويستحب لـمن أيس من حياته أن يقول : اللهم أعنـي على غمرات الـموت وسكرات الـموت. اللهم اغفر لـي وارحـمنـي وألـحقنـي بالرفيق الأعلى. وأن يكثر من تلاوة  القرآن والأذكار. ويكره الـجزع وسوء الـخلق والـمخاصمة والشتم والـمنازعة فـي غير الأمور الدينية. ويستحضر أن هذا آخر أوقاته من الدنيا. فيجتهد فـي ختمها بـخير ويبادر إلـى أداء الـحقوق وردّ الودائع والعواري. واستحلال أهله وولده وغلمانه وجيرانه وأصدقائه. ومن كان بـينه وبـينه معاملة أو له عليه تباعة من قبل أن يتعذر عليه ذلك. ويكون شاكراً لله تعالـى راضياً حسن الظن بالله أن يرحـمه ويغفر له. وأن الله غنـي عن عذابه وعن طاعته فيطلب منه العفو والصفح. ويطلب أن تقرأ عنده آيات الرجاء والأحاديث فيه وآثار الصالـحين فيه وآيات الرحـمة وأحاديثها. ويوصي بأمور أولاده ويـحافظ على الصلوات. ويـجتنب النجاسات ويـحذر من التساهل فـي ذلك. { فائدة } من مات فـي سفينة وتعذر دفنه فـي البرّ يـجب أن يوضع بعد غسله وتكفينه والصلاة عليه بـين لوحين مثلاً ويرمى فـي البحر وإن ثقل بـحجر ليصل إلـى القرار فهو أولـى. { فائدة } ولا بأس بالبكاء على الـميت قبل موته وبعده. والأولـى عدمه بـحضرة الـمحتضر. وهو قبل الـموت مباح. وأما بعده ففيه تفصيل. فإن كان لـمحبة أو رقة كالبكاء على الطفل فلا بأس به والصبر أجـمل. وإن كان لـما فقد من علمه وصلاحه وبركته وشجاعته فيظهر استحبابه. وإن كان لـما فاته من بره والقيام بـمصالـحه فيظهر كراهته لتضمنه عدم الثقة بالله تعالـى. ولا فرق فـي ذلك بـين ما كان بـمجرد دمع العين أو كان برفع صوت وكان داخلاً تـحت الاختيار. وهذا كله ما لـم يقترن به ما يدل على الـجزع كالنوح وشقّ الـجيب ونشر الشعر وتسويد الوجه ووضع التراب على الرأس ورفع الصوت بإفراط فـي البكاء وإلا حرم. ولا يعذب الـميت بشيء من ذلك ما لـم يوص به بأن أوصى بتركه أو سكت. أما إذا أوصى بشيء من ذلك فإنه يعذب به. { فائدة } قال الـحسن البصري : شر الناس للميت أهله. يبالغون فـي البكاء عليه والإحداد مع كونه يضره ولا يهوّن عليهم قضاء دينه ليبردوا مضجعه ويـخلصوه من الـحبس فاعتقال اللسان بين عسكر الـموتى. { فائدة } فائدة حكمة كون الذكر يكفن فـي ثلاثة والـمرأة فـي خـمسة أن آدم وحواء لـما خالفا وأكلا من الشجرة أمر الله تعالـى بإخراجهما من الـجنة فسقطت التيجان من رءوسهما والـحلل عن أجسادهـما. فمرا على أشجار الـجنة يريدان شجرة يستتران منها فلم يعطيا شيئا. فمرا على شجرة التين فأعطتهما ثـمانية أوراق. ثلاثة لآدم وخـمسة لـحواء. فمن أجل ذلك كان للرجل ثلاثة أكفان وللمرأة خـمسة إذا ماتا ولـما أعطتهما شجرة التين تلك الأوراق قال لـها الرب جل وعلا : أيتها الشجرة كل أشجار الـجنة لـم يعطوا لـهما شيئا من أوراقها وأنت أعطيتهما تلك الأوراق فقالت : إلـهي وسيدي أنت كريم تـحب الكريم أنا أحببت أن أكون مـمن أحببته فقال لـها : أبشري فإني جعلتك أفضل شجرة فـي الـجنة وخصصتك بثلاث حرمتك على النار وجعلتك قوتا لبنـي آدم وجعلت أكفان بنـي آدم عدد الأوراق التـي أعطيتها لآدم وحواء وسترتي بها عوراتهما. { فائدة } تـحرم كتابة شيء من القرآن على الكفن صيانة له عن صديد الـموتى. ومثله كلّ اسم معظم. ويكره اتـخاذ الكفن إلا من حلّ أو من أثر صالـح. ولا يـحمل الـجنازة ولو أنثى إلا الرجال. فيكره للنساء حـملها لضعفهنّ عن ذلك. وحـملها بـين العمودين بأن يضع مقدّمة النعش رجل على عاتقيه ورأسه بـينهما. ويـحمل الـمؤخرتين رجلان أفضل من التربـيع بأن يتقدّم رجلان ويتأخر آخران. وقيل : التربـيع أفضل بل حكي وجوبه. والأفضل الـجمع بـينهما بأن تـحمل تارة بهيئة الـحمل بـين العمودين وتارة بهيئة التربـيع. وإنـما الكلام فـي الكيفية التـي هي أفضل من غيرها. وليس فـي الـحمل دناءة ولا سقوط مروءة. بل هو برّ وإكرام. وقد فعله بعض الصحابة والتابعين. ويـحرم حـملها على هيئة مزرية كحملها فـي قفة أو على هيئة يـخشى منها سقوطها. وينبغي لواضعها فـي النعش أن يقول : باسم الله. ويسنّ تشيـيعها. ومكث إلـى فراغ من الدفن بأن يوارى الـميت ويهال التراب جـميعه عليه كذا قال ابن حجر. فقد ورد فـي الـحديث : من شيع جنازة إلـى الـمسجد فله قيراط من الأجر فإن وقف حتى تدفن فله قيراطان. والقيراط مثل جبل أحد. ثم إن الـمشيع له أحوال : إما راكب أو ماش. وإما أمامها أو خلفها. وإما قريب أو بعيد. والأفضل الـمشي وبأمامها وقربها بـحيث لو التفت لرآها. والـماشي أمامها أو خلفها أفضل من الراكب مطلقاً. والراكب القريب أفضل من الراكب البعيد. والأمام أفضل من الـخلف. ولا يكره الركوب فـي رجوعه منها. ويستحبّ لـمن رآها أن يقول عند رؤيتها : الله أكبر ثلاثاً. هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيـماناً وتسليماً. أو يقول : اللهمّ ارفع درجته فـي الـمهديـين. واخلفه فـي عقبه الغابرين. واغفرلنا وله إلـى يوم الدين. أو يقول : اللهمّ إني أسألك بـحقّ سيدنا مـحمد وآل سيدنا مـحمد أن لا تعذّب هذا الـميت ثلاثاً. أو يقول : اللهمّ اغفر له وارحـمه واعف عنه وعافه. ووسع مدخله. واغسله بـماء وثلج وبرد، ونقه من الـخطايا كما ينقى الثوب الأبـيض من الدنس. وأبدله داراً خيراً من داره. وأهلاً خيراً من أهله. وزوجاً خيراً من زوجه. وقه فتنة القبر وعذاب النار. وإذا جـمع بـين ذلك كان أفضل. { فائدة } ويسنّ أن يعزى كل من يـحصل له عليه وجد حتى الزوجة والصديق وتندب البداءة بأضعفهم عن حـمل الـمصيبة. ويقال فـي تعزية الـمسلم بالـمسلم : أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لـميتك وأخلف عليك. ويقال فـي تعزية الكافر بالـمسلم : غفر الله لـميتك وأحسن عزاءك. وينبغي للمعزي إجابة التعزية بنحو : جزاك الله خيراً. ويسنّ زيارة القبور. وورد أن من زار قبر أبويه أو أحدهـما فـي كل جـمعة مرة غفر له وكان باراً لوالديه. وفـي رواية : من زار قبر والديه فـي جـمعة أو أحدهـما فقرأ عنده يس والقرآن الـحكيم. غفر الله له بعدد ذلك آية وحرفاً. وفـي رواية : من زار قبر والديه أو أحدهـما يوم الـجمعة كان كحجة. { فائدة } فـي أمالـي ابن دريد :  أن آدم أهبط ومعه الـحجر الأسود وكان أشد بياضاً من الثلج فوضعه على أبي قبيس فكان يضيء بالليل كأنه القمر فحيث بلغ ضوءه كان من الـحرم. { فائدة } إذا فسد البـيض بـحيث لا يصلح للتخلق فهو نـجس. وكذا بـيض الـميتة وما عدا ذلك طاهر مأكول ولو من حيوان غير مأكول كالـحدأة والغراب والعقاب والبومة والتمساح والسلحفاة ونـحوها إلا بـيض الـحيات. وليس لنا شيء من الـحيوانات يؤكل فرعه ولا يؤكل أصله إلا لبن الآدمي وبـيض ما لا يؤكل لـحمه وعسل النحل والزباد يؤخذ من سنور برّي غير مأكول. ومع ذلك لا يـمنع أكل الزباد.  ويـجوز أكل قشر البـيض ولو من حيوان غير مأكول. وإذا لـم تفسد البـيضة لكن اختلط بـياضها بصفارها وأنتنت فهي طاهرة يـحلّ أكلها. سواء كان ذلك بلا سبب أو بسبب حضن دجاجة لـها أو وضعها فـي مكان وإرسال الدخان عليها ليخرج الفرخ عنها كقطعة لـحم أنتنت ودادت. فإنه يـحلّ أكلها على الصحيح ولو مع الدود الذي تولد منها ما لـم تضر. ولو كسرت بـيضة حيوان مأكول ووجد فـي جوفها فرخ لـم يكمل خلقه أو كمل خلقه. لكن قبل نفخ الروح فيه جاز أكله. بـخلاف ما إذا كان بعد نفخ الروح وزالت حياته بغير ذكاة شرعية فإنه يكون ميتة. وأما إذا كانت البـيضة من حيوان غير مأكول ووجد فـي جوفها حيوان كامل أو غير كامل فإنه غير مأكول. ولو صلقت البـيضة بالـماء الـمتنجس تنجس ظاهرها فقط دون بـياضها وصفارها. { فائدة } لو كان له دين على آخر فقال الـمدين لصاحب الدين : ادفع لـي من زكاتك حتى أقضيك دينك. ففعل أجزأ عن الزكاة. ولا يلزم الـمدين قضاء الدين مـما أخذه بل له دفع غيره. ولو قال صاحب الدين للمدين : إقض ما عليك لأردّه إليك من زكاتي ففعل. صح القضاء ولا يلزم ردّه إليه. ولو كان له عليه دين فقال : جعلته عن زكاتي لـم يـجزئه على الصحيح حتى يقبضه ثم يردّه إليه. وشرط آخذ الزكاة من هذه الأصناف أن لا يكون فيه رق إلا الـمكاتب وأن لا يكون كافراً ولا من بنـي هاشم وبنـي الـمطلب ومواليهم. { فائدة } نقل الأذرعي عن بعض حنابلة عصره أنه أفتى بـمنع اليهود والنصارى من التسمية بـمحمد أو أحـمد أو أبي بكر أو عمر أو الـحسن أو الـحسين ونـحوهـما. وأن بعض ضعفاء الشافعية تبعه ثم قال : ولا أدري من أين لـهم ذلك وإن كانت النفس تـميل إلـى الـمنع من الأولين خوف السب والسخرية. وفيه شي. فإن من اليهود من تسمى بعيسى والنصارى بـموسى ولـم ينكروا على مـمر الزمان. وأما غير ذلك ( أي من الأسـماء ) فلا أدري له وجهاً. نعم روي أن عمر نهى نصارى الشام أن لا يكتنوا بكنى الـمسلمين. ويقوي ذلك فيما تضمن مدحاً وشرفاً كأبي الفضل والـمحاسن والـمكارم والـمحبة أنهم إن سـموا بـمعظم عندنا دونهم فإن قامت قرينة على نـحو استهزائهم أو استخفافهم بنا منعوا وإلا كأن سـموا أولادهم فلا. لاقتضاء العادة بأن الإنسان لا يسمي ولده إلا بـما يـحب. { فائدة } إن أول من شاب إبراهيم. وفـي الإسرائيليات : أن إبراهيم لـما رجع من تقرب ولده إلـى ربه رأت سارة فـي لـحيته شعرة بيضاء. فكان أول من شاب. فأنكرتها وأرته إياها فتأملها فأعجبته وكرهتها وطالبته بإزالتها فأبى. وأتاه ملك فقال : السلام عليك يا إبراهيم وكان اسـمه ابرايم فزاد اسـمه هاء. والـهاء فـي السريانية للتفخيم والتعظيم. ففرح وقال : أشكر إلـهي وإله كل شيء قال له الـملك : إن الله صيرك معظماً فـي أهل السماوات والأرض ووسـمك بسمة الوقار فـي اسـمك وخلقك. أما اسـمك فتدعى فـي أهل السماء والأرض إبراهيم. وأما فـي خلقك فقد أنزل وقاراً ونوراً على شعرك. فقال لسارة : هذا الذي كرهتيه نور ووقار قالت : إني كارهة له قال : لكنـي أحبه اللهم فزدني نوراً فأصبح وقد ابيضت لـحيته كلها. { فائدة } قال ابن القيم : الصبر ينقسم إلـى الأحكام الـخمسة فالواجب الصبر على فعل الواجب وترك الـمحرم وتـحمل الـمصيبة. والـمندوب الصبر على فعل الـمندوب وترك الـمكروه. والـمحرم الصبر على نـحو ترك الأكل حتى يـموت والصبر على نـحو حية أو سبع أو غرق أو كافر يقتله. والـمكروه الصبر على نـحو قلة الأكل جداً وعن جـماع حليلته إذا احتاجت. والـمباح على ما خير بين فعله وتركه.  { فائدة } أخرج الشافعي عن أبي هريرة ما رأيت أحداً أكثر مشاورة لأصحابه من الـمصطفى صلى الله عليه وسلم. وأخرج البيهقي فـي الشعب عن أنس وابن عباس لـما نزل { وشاورهم فـي الأمر } قال الـمصطفى صلى الله عليه وسلم : أما أن الله ورسوله يغنيان عنها لكن جعلها الله رحـمة لأمتـي فمن استشار منهم لـم يعدم رشداً ومن تركها لـم يعدم غياً. { فائدة } قال مالك بن دينار : الـمنافقون فـي الـمساجد كالعصافير فـي القفص. وكان أبو مسلم الـخولاني يكثر الـجلوس فـي الـمساجد ويقول : الـمساجد مـجالس الكرام.  { فائدة } قال القاضي : الفرق بين الـحاجة والـخلة والفقر. أن الـحاجة ما يهتم به الإنسان وإن لـم يبلغ حد الضرورة بـحيث لو لـم يـحصل لاختل به أمره. والـخلة ما كان كذلك مأخوذ من الـخلل لكن قد لا يبلغ حد الاضطرار بـحيث لو لـم يـجد لامتنع التعيش. والفقر هو الاضطرار إلـى ما لا يـمكن التعيش دونه مأخوذ من الفقار كأنه كسر فقاره. ولذلك فسر الفقير بالذي لا شيء له أصلاً واستعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفقر.
فـي  الإحسان

{ فائدة } قال بعض أهل الـحقيقة : العمل سعي الأركان إلـى الله تعالـى والنية سعي القلوب إليه والقلب ملك والأركان جنوده. ولا يـحارب الـملك إلا بالـجنود ولا الـجنود إلا بالـملك. وقال بعضهم : النية جـمع الـهمة ليتعبد العامل للمعمول له وأن لا يبيح بالسر ذكر غيره. وقال بعضهم : نية العوام فـي طلب الأغراض مع نسيان الفضل. ونية الـجهال التحصن عن سوء القضاء ونزول البلاء. ونية أهل النفاق التزين عند الله وعند الناس. ونية العلماء إقامة الطاعة لـحرمة ناصبها لا لـحرمتها. ونية أهل التصوف ترك الاعتماد على ما يظهر منهم من الطاعات. { فائدة } الظن فـي الشرع ينقسم إلـى واجب كحسن الظن بالله تعالـى. وإلـى حرام كسوء الظن به تعالـى. قال تعالـى : وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم. ( فصلت 23 ) وبكل مَن ظاهره العدالة. ومندوب وهو حسن الظن بـمن ظاهره العدالة من الـمسلمين. وجائز كظن السوء بـمن وقف مواقف التهم. { فائدة } روى العسكري : أن رجلاً مر على عمر وقد تـخشع وتذلل وبالغ فـي الـخضوع. فقال عمر : ألست مسلماً ؟ قال : بلى قال : فارفع رأسك وامدد عنقك فإن الإسلام عزيز منيع. وقال الغزالـي : التواضع خاطر فـي وضع النفس واحتقارها. والتكبر خاطر فـي رفع النفس واستعظامها. والتواضع عامي وخاصي. فالعامي اكتفاء بالدون من نـحو ملبس ومسكن ومركب. والتكبر فـي مقابلة الترفع عن ذلك. والتواضع الـخاصي تـمرين النفس على قبول الـحق من وضيع أو شريف. والـمتكبر فـي مقابلة الـمترفع عن ذلك وهو معصية كبيرة وخطيئة عظيمة. { فائدة } ذكر بعض العارفين من مشائخنا : أن حجة الإسلام الغزالـي رؤي فـي النوم فسئل ما فعل الله به فقال : أوقفنـي بين يديه وقال : بـماذا جئت فذكرت أنواعاً من العبادات فقال : ما قبلت منها شيئاً ولكن غفرت لك هل تدري بـماذا؟ جلست تكتب يوماً فسقطت ذبابة على القلم فتركتها تشرب من الـحبر رحـمة لـها فكما رحـمتها رحـمتك اذهب فقد غفرت لك. { فائدة } حكى فـي الوحيد أنه ورد فـي بعض الآثار أن الـخليل صلى الله عليه وسلم كان له أربعة آلاف كلب فـي غنمه. فـي عنق كل كلب طوق من الذهب الأحـمر زنته ألف مثقال. فقيل له فـي ذلك فقال : إنـما فعلت ذلك لأن الدنيا جيفة وطلابها كلاب فدفعتها لطلابها.{ فائدة } الـهجرة ضربان : ظاهرة وهي الفرار بالدين من الفتن. وباطنة وهي ترك ما تدعو إليه النفس الأمارة بالسوء. وهو ما أشار إليه بقوله : من هجر ما حرم إليه. وكأن الـمهاجرين خوطبوا بذلك لئلا يتكلوا على مـجرد النحول من دارهم حتى يـمتثلوا أوامر الشرع ونواهيه. ويـحتمل أن يكون هذا القول وقع بعد انقطاع الـهجرة. قاله لـما فتحت مكة تطييباً لقلب من لـم يدرك ذلك. وإن حقيقة الـهجرة يـحصل لـمن هجر ما نهي الله عنه فاشتملت هاتان الـجملتان على جوامع معاني الكلم والـحكم. { فائدة } قال العارف ابن عربي : ينبغي لطالب مقام الـخلة أن يـحسن خلقه لـجميع الـخلق مؤمنُهم وكافرهم طائعهم وعاصيهم. وأن يقوم فـي العالـم مقام الـحق فيهم. فإن الـمرء على دين خليله من شـمول الرحـمة وعموم لطائفه من حيث لا يشعرهم أن ذلك الإحسان منه. فمن عامل الـخلق بهذه الطريقة صحت له الـخلة. وإذا لـم يستطع بالظاهر لعدم الـموجود أمدهم بالباطن فيدعو لـهم بينه وبين ربه وهكذا حال الـخليل فهو رحـمة كله. { فائدة } رأى بعض العارفين علياً كرم الله وجهه فـي النوم فقال له : ما أحسن الأعمال قال : عطف الأغنياء على الفقراء وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء ثقة بالله تعالـى.{ فائدة } قال القرطبـي : كان أويس من أولياء الله الـمخلصين الـمخففين الذين لا يؤبه بهم. ولو لا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر عنه ووصفه بوصفه ونعته بنعته وعلامته لـما عرفه أحد. وكان موجوداً فـي حياة النبـي وآمن به وصدقه ولـم يلقه ولا كاتبه. فلم يعدّ من الصحابة. وقد أخبر النبـيّ أنه من التابعين حيث قال : إنه خير التابعين. وقد اختلف فـي زمن وفاته. فروي عن عبد الله بن مسلم قال : غزونا أذَربَيجان زمن عمر بن الـخطاب ومعنا أويس القرني. فلما رجعنا مرض علينا فحملناه فلم يستمسك فمات. فنزلنا فإذا قبر مـحفور وماء مسكوب وكفن وحنوط. فغسلناه وكفناه وصلينا عليه ودفناه. فقال بعضنا لبعض : لو رجعنا فعلمنا قبره فإذا لا قبر ولا أثر. وروي عبد الرحـمن بن أبي ليلى قال : نادى رجل من الشام يوم صفين : أفيكم أويس القرني؟ قلنا نعم. قال : إني سـمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أويس خير التابعين بإحسان. وعطف دابته فدخل مع أصحاب عليّ قال عبد الرحـمن : فوجد فـي قتلى أصحاب عليّ.  وله أخبار كثيرة وكرامات ظاهرة ذكرها أبو نعيم وأبو الفرج بن الـجوزي فـي كتابيهما اهـ كلام القرطبـي.{ فائدة } كما أن التاجر إذا صدق فـي سلعته ولـم يغش. بورك له فـي معاملته. كذلك العبد إذا صدق فـي معاملته مع ربه ولـم يغش فـي أداء حق عبوديته برياء أو سـمعة أو نظر لعمله. بورك له فـي تلك الـمعاملة وأعطى أمله. { فائدة }  قال بعض الشافعية : يستثنى من جزم الأئمة بقبول التوبة أربعة لا تقبل توبتهم. إبليس وهاروت وماروت وعاقر ناقة صالـح. قال بعضهم : ولعل الـمراد أنهم لا يتوبون. واعترض بأن ما ذكره فـي إبليس غير صواب بل هو على ظاهره. وما ذكره فـي هاروت وماروت غير صحيح لأن قصتهم قد دلت على أنهم يعذبون فـي الدنيا فقط وأنهم فـي الآخرة يكونون مع الـملائكة بعد ردهم إلـى صفاتهم. { فائدة } أخرج فـي الـحلية عن وهب : أن بعض الأنبياء عليه السلام سأل ربه عن سبب سلب بلعام بعد تلك الآيات والكرامات. فقال تعالـى : إنه لـم يشكرني يوماً على ما أعطيته ولو شكرني على ذلك مرة واحدة لـما سلبته نعمتـي. { فائدة } أخرج أبو الشيخ ابن حبان من مسند عبيدة بن مرزوق : كانت امرأة بالـمدينة تقم الـمسجد فماتت فلم يعلم بها الـمصطفى فمر على قبـرها فقال : ما هذا؟ قالوا : أم مـحجن. قال : التـي كانت تقم الـمسجد؟ قالوا : نعم فصف الناس فصلى عليها ثم قال : أي العمل وجدت أفضل؟ قالوا : يا رسول الله أتسمع؟ فقال : ما أنتم بأسـمع منها. ثم ذكر أنها أجابته : قم الـمسجد. { فائدة } قال الزمـخشري : كان علماء بنـي إسرائيل يكتمون علمان عن أولادهم : النجوم والطب لئلا يكونا سبباً لصحبة الـملوك فيضمحل دينهم. { فائدة } قال الفخر الرازي : جاءت امرأة إلـى بعض أكابر الصوفية بزيت وقالت : أسرجه فـي الـمسجد فقال : أيـما أحب إليك نور يصعد إلـى السقف أو نور يصعد إلـى العرش؟ قالت : بل إلـى العرش. قال : إذا صب فـي القنديل صعد نوره إلـى السقف وإذا صب فـي طعام فقير جائع صعد النور إلـى العرش ثم أطعمه الفقراء. { فائدة } فـي البرهان : أن السبب الظاهر لاختلاف ألوان الناس وأخلاقهم وطبائعهم ارتباطها باختلاف أحوال الشمس. وذلك على ثلاثة أقسام : أحدها من يسكن من خط الاستواء إلـى مـحاذاة رأس السرطان وهؤلاء الذين يسمون بالاسم العام السودان. وسببه أن الشمس تـمر بسمت رؤوسهم فـي السنة مرة أو مرتين فتحرقهم وتسود أبدانهم وتـجعد شعورهم وتـجعل وجوههم قحلة وأخلاقهم وحشة وهم الزنج والـحبشة. وأما الذين مساكنهم أقرب إلـى جانب الشمال فالسواد فيهم أقل وطبائعهم أعدل وأخلاقهم أحسن كأهل الـهند واليمن وبعض الـمغاربة. القسم الثاني الذي مساكنهم على سـمت رأس السرطان إلـى مـحاذاة بنات نعش الكبـرى ويسمون بالاسم العام البيض لأن الشمس لا تسامت رؤوسهم ولا تبعد عنهم جداً. فلذلك لـم يعرض لـهم شدة حر ولا شدة برد فصارت ألوانهم متوسطة وأخلاقهم فاضلة كأهل الصين والترك وخراسان والعراق وفارس ومصر والشام. ومن كان من هؤلاء أميل إلـى الـجنوب فهو أتـم ذكاء وفهماً لقربه من منطقة ذلك البروج ومـمـر الكواكب الـمتحيرة. ومن مال إلـى الـمشرق أقوى نفساً وأشد ذكورة لأن الـمشرق يـمين الفلك ومنه الكواكب تطلق والأنوار تطلق فاليمين أقوى أرباع الفلك وجوانبه ونواحيه. ومن كان أقرب إلـى الـمغرب فهو ألين نفساً وأكثر أنوثة وكتماناً للأمور. والقسم الثالث من مساكنهم مـحاذاة بنات نعش وهم الصقالية والروس ولكثرة بعدهم عن مـمر البروج ومسامتة الشمس غلب البرد عليهم وكثرت فيهم الرطوبة لفقد ما ينضجها ثم من الـحرارة فلذلك ابيضت ألوانهم وصارت أبدانهم رخصة وطباعهم مائلة إلـى البرد وأخلاقهم وحشية شرسة. { فائدة } طريق تـحصيل الأخلاق الـحميدة كثرة الذكر وصحبة الـمرشد الكامل. ثم التخلق على ثلاثة أقسام : إنساني وملكي ورحـمنـي. ولا يصل أحد إلـى الأولى حتى يـخرج من الـخلق الـحيواني والشيطاني والنفساني. ولـحسن الـخلق فوائد : منها مـحبة الله لصاحبه فأعظم بها من خصلة تتضمن كل كمال وكل الصيد فـي جوف الفرا. ومـحبة الـمصطفى صلى الله عليه وسلم وإيذانه بأن الله أراد به خيراً وأذابت خطيئته كما تذيب الشمس الـجليد والزيادة فـي عمره وإظلال الله له تـحت عرشه وإسكانه حظيرة القدس وإدنائه  من جواره وبلوغه درجة الصائم القائم وتـحريـمه على النار. هكذا جاء مفرقاً فـي عدة أخبار. { فائدة } قال بعض العارفين : لو علم الشيطان أن طريقاً توصل إلـى الله أفضل من الشكر لوقف فيها. ألا تراه قال { ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيـمانهم وعن شـمائلهم ولا تـجد أكثرهم شاكرين } ولـم يقل لا تـجد أكثرهم صابرين أو نـحوه. { فائدة } قال حجة الإسلام : لا يذنب العبد ذنباً إلا ويسود وجه قلبه. فإن كان من السعداء ظهر السواد على ظاهره لينزجر. وإلا أخفى عنه لينهمك ويستوجب النار. { فائدة } شكى رجل إلـى الـحسن البصري قسوة قلبه فقال : عليك بـمجالسة الذكر والإحسان. { فائدة } قيل أن موسى عليه الصلاة والسلام استسقى لقومه فلم يسقوا فقال : يارب بأي شيء منعتنا الغيث ؟ فقال : يا موسى إن فيكم رجلا عاصيا قد بارزني بالـمعاصي أربعين سنة فطلع موسى على تل عال ونادى بأعلى صوته. أيها العاصي قد منعنا الغيث بسببك فنظر العاصي يـمينا وشـمالا فلم ير أحدا خرج فعلم أنه الـمطلوب فقال فـي نفسه إن خرجت افتضحت وإن قعدت منعوا من أجلي. إلـهي قد تبت إليك فاقبلنـي فأرسل الله تعالـى إليهم الغيث وسقوا حتى رووا فتعجب موسى. فقال : يا رب سقيتنا ولـم يـخرج أحد من بيننا. فقال : يا موسى الذي منعتكم به قد تاب إلـي ورجع. فقال : يا رب دلنـي عليه فقال : يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نـماما. { فائدة } فـي الفتوحات أن عمار بن الراهب رأى فـي نومه مسكينة الطفاوية بعد موتها فقال : مرحباً يامسكينة. قالت : هيهات يا عمار هيهات ذهبت الـمسكنة وجاء الغنى الأكبر. هيه ما تسأل عمن أبيح له الـجنة بـحذافيرها يظل حيث يشاء ؟ قال : بـم ذاك؟ قالت : على مـجالس الذكر والصبر على الـحق. { فائدة } أخرج أبو بكر ابن السراج : أن إبراهيم الـخليل شكى إلـى ربه سوء خلق سارة فأوحى الله إليه : إنـما هي من ضلع فارفق بها أما ترضى أن تكون نصيبك من الـمكروه ؟. وقد نظم بعضهم هذا الـمعنى فقال : هي الضلع العوجاء لست تقيمها * ألا إن تقويم الضلوع انكسارها. تـجمع ضعفاً واقتداراً على الفتى * أليس عجباً ضعفها واقتدارها. وهذا الـحديث قد عد من الـحكم والأمثال.  { فائدة } أخرج حـميد بن زنـجوية : أن أناساً من الأنصار جاؤوا إلـى الـمصطفى صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن أخانا استسقى بطنه أفتأذن لنا أن نداويه ؟ قال : بـماذا قال يهودي هنا يشق بطنه فكره ذلك وقال : لا آذن. حتى جاؤوه مرتين أو ثلاثاً وفـي كل ذلك يأبى حتى قال : افعلوا فدعوا له اليهودي فشق بطنه ونزع منه فرخاً عظيماً ثم غسل بطنه ثم خاطه ثم داواه فصح وبرئ.  فرآه الـمصطفى صلى الله تعالـى عليه وسلم وهو مار بالـمسجد فقال : أليس ذلك بفلان ؟ قالوا : بلى فقال : ادعوه إلـيَّ فنظر إلـى بطنه فوجده قد صح. فقال : إن الذي خلق الداء جعل له دواء إلا السام.  { فائدة } قال السهيلي :  أول امرأة خفضت من النساء وثقبت آذانها وجرت ذيلها هاجر. وذلك أن سارة غضبت عليها فحلفت أن تقطع ثلاثة أعضاء فأمرها إبراهيم عليه السلام أن تبر قسمها بثقب آذنيها وخفاضها فصارت سنة فـي النساء. { فائدة } قال العارف ابن عربي : الأخلاق ثلاثة أنواع خلق متعد وخلق غير متعد وخلق مشترك. والـمتعدي قسمان متعدي بـمنفعة كالـجود والفتوة ومتعد بدفع مضرة كالعفو والصفح وتـحمل الأذى مع القدرة على الـجزاء والتمكن منه. وغير الـمتعدي كالورع والزهد والتوكل. والـمشترك كالصبر على أذى الـخلق وبسط الوجه وكمال البشر. { فائدة } قال ابن عربي : حدثنـي أوحد الدين الكرماني قال : كنت أخدم شيخاً وأنا شاب فمرض بالبطن وكان فـي مغارة. فلما وصلنا تكريت قلت : يا سيدي اتركنـي أطلب لك دواء من صاحب الـمارستان. فلما رأى احتراقي قال : اذهب إليه فذهبت إليه فإذا هو قاعد فـي الـخيمة ورجال قائمون بين يديه ولا يعرفنـي فرآني واقفاً بين يديه مع الناس فقام إلـيّ وأخذ بيدي وأكرمنـي وأعطاني الدواء وخرج معي فـي خدمتـي. فجئت الشيخ وأعطيته الدواء وذكرت له كرامة أمير الـمارستان فقال لـي : يا ولدي إني أشفقت عليك لـما رأيت من احتراقك من أجلي فأذنت لك ثم خفت أن يـخجلك الأمير بعدم إقباله عليك فتجردت من هيكلي ودخلت فـي هيكل ذلك الأمير وقعدت فـي مـحله فلما جئت أكرمتك وفعلت معك ما رأيت. ثم عدت إلـى هيكلي هذا ولا حاجة لـي فـي هذا الدواء. { فائدة } قال بعض العلمآء : من خصائص القرآن أن كتابه معجز ومـحفوظ من التبديل والتحريف على مـمر الدهور ومشتمل على ما اشتملت عليه الكتب وزيادة وجامع لكل شيء ومستغن عن غيره وميسر للحفظ ونزل منجماً على سبعة أحرف وقراءته بكل حرف عشر حسنات. { فائدة } قال العارف ابن عربي رضي الله عنه فـي كتاب حلية الأبدال : أخبرني صاحب لنا قال : بينا أنا ليلة فـي مصلاي قد أكملت وردي وجعلت رأسي بين ركبتـي أذكر الله تعالـى. إذ حسست بشخص قد نفض مصلاي من تـحتـي وبسط عوضاً عنه حصيراً وقال : صلي عليه وباب بيتـي عليّ مغلوق فداخلنـي منه فزع. فقال لـي : من يأنس بالله لـم يـجزع. ثم قال : اتق الله فـي كل حال ثم إني ألـهمت الصوت فقلت : يا سيدي بـماذا تصير الأبدال أبدالاً فقال : بالأربعة التـي ذكرها أبو طالب فـي القوت : الصمت والعزلة والـجوع والسهر. ثم انصرف ولا أعرف كيف دخل ولا كيف خرج وبابي مغلوق.  { فائدة } روى سحنون عن ابن وهب عن عبد العزيز بن أبي حازم سـمعت أبي يقول : كان العلماء فيما مضى إذا لقى العالـم من هو فوقه فـي العلم يقول : هذا يوم غنيمة وإذا لقى مثله ذاكره وإذا لقى دونه لـم يزه عليه واليوم يعيب الرجل من فوقه ابتغاء أن ينقطع عنه حتى يرى الناس أنه ليس بهم حاجة إليه ولا يذاكر مثله ويزهو على من هو دونه فهلك  الناس. اهـ هذا فـي ذاك الزمان فما بالك بالناس الآن وما انطووا عليه من جحد الفضائل مع قيام الدلائل وحب الرياسة والتعظيم والتسارع إلـى نبذ من تلوح عليه شواهد العلم بالقصور ويلتمسون بكثرة الانتقاد العثرات ويسترون رسوم الـحسنات ببعض السقطات وربـما رأى بعضهم استحقاق العلم بالتوارث من الآباء لكون الـمنصب كان لأبيه وقد نص القرافـي أنه من البدع الـمحرمة.


فـي  الذكر والدعآء 

{ فائدة } يستجاب الدعاء فـي أوقات : منها عند القيام إلـى الصلاة وعند لقاء العدو فـي الـحرب وإذا قال مثل ما يقول الـمؤذن ثم دعا وبين الأذان والإقامة وعند نزول الـمطر ودعوة الوالد لولده والـمظلوم حتى ينتصر ودعوة الـمسافر حتى يرجع والـمريض حتى يبرأ وفـي ساعة من الليل وفـي ساعة من يوم الـجمعة وفـي الـموقف بعرفة ودعوة الـحاج حتى يصدر والغازي حتى يرجع وعند رؤية الكعبة ودعاء تقدمه الثناء على الله تعالـى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ودعاء الصائم مطلقاً ودعاؤه عند فطوره ودعاء الإمام العادل ودعاء عبد رفع يديه إلـى الله تعالـى والدعاء عند خشوع القلب واقشعرار الـجلد ودعاء الغائب للغائب. { فائدة } يوم الـجمعة أفضل أيام الأسبوع يعتق الله فيه ستمائة ألف عتيق من النار. ومن مات فيه أعطي أجر شهيد ووقى فتنة القبر وهي السؤال بأن يـخفف عنه. لأن عدم السؤال أصلاً خاص بالأنبـياء ونـحوهم مـمن استثنى. وليلتها أفضل الليالـي بعد ليلة القدر. وليلة القدر أفضل من ليلة الإسراء بالنسبة لنا. أما بالنسبة لسيدنا مـحمد فليلة الإسراء أفضل إذ وقع له فيها رؤية الباري بعينـي رأسه. وليلة الـمولد الشريف أفضل من ليلة الإسراء وليلة القدر لأنها أصلهما. والـمراد بليلة الـمولد وليلة الإسراء الليلتان الـمعينتان لا نظيرتهما من كل سنة. { فائدة } قال ابن عربي : إذا قرأت الفاتـحة فصل باسم الله الرحـمن الرحيم بالـحمد لله فـي نفس واحد من غير قطع. فإني أقول بالله العظيم لقد حدثنـي أبو الـحسن علي بن أبي الفتح الكفاري الطبيب بـمدينة الـموصل سنة أحد وستمائة وقال بالله العظيم لقد سـمعت الـمبارك ابن أحـمد الـمقرئ النيسابوري يقول بالله العظيم لقد سـمعت من لفظ أبي بكر الفضل بن مـحمد الكاتب الـهروي وقال بالله العظيم لقد حدثنا أبو بكر بن مـحمد الشاشي الشافعي من لفظه وقال بالله العظيم لقد حدثنـي عبد الله الـمعروف بأبي نصر السرخسي وقال بالله العظيم لقد حدثنا مـحمد بن الفضل وقال بالله العظيم لقد حدثنا مـحمد بن علي بن يـحيى الوراق الفقيه وقال بالله العظيم لقد حدثنـي مـحمد بن الـحسن العلوي الزاهد وقال بالله العظيم لقد حدثنـي موسى بن عيسى وقال بالله العظيم لقد حدثنـي أبو بكر الراجعي وقال بالله العظيم لقد حدثنـي عمار بن موسى البرمكي وقال بالله العظيم لقد حدثنـي أنس بن مالك وقال بالله العظيم لقد حدثنـي مـحمد الـمصطفى صلى الله عليه وسلم وقال بالله العظيم لقد حدثنـي جبريل وقال بالله العظيم لقد حدثنـي إسرافيل وقال : قال الله تعالـى يا إسرافيل بعزتي وجلالـي وجودي وكرمي من قرأ بسم الله الرحـمن الرحيم متصلة بفاتـحة الكتاب مرة واحدة : أشهد على أني قد غفرت له وقبلت منه الـحسنات وتـجاوزت عنه السيئات ولا أحرق لسانه فـي النار وأجيره من عذاب القبر وعذاب النار والفزع الأكبر ويلقاني قبل الأنبياء والأولياء أجـمعين. { فائدة } قال ابن عربي : أوصيك أن تـحافظ على أن تشتري نفسك من الله بعتق رقبتك من النار بأن تقول لا إله إلا الله سبعين ألف مرة. فإن الله يعتق رقبتك أو رقبة من تقولـها عنه بها. ورد به خبر نبوي وأخبرني أبو العباس القسطلاني بـمصر أن العارف أبا الربيع الـمالكي كان على مائدة وقد ذكر هذا الذكر عليها صبـي صغير من أهل الكشف. فلما مد يده للطعام بكى فقيل : ما شأنك قال : هذه جهنم أراها وأمي فيها. فقال الـمالكي فـي نفسه : اللّهم إني قد جعلت هذه التهليلة عتق أمه من النار فضحك الصبـي وقال : الـحمد لله الذي خرجْت أمي منها وما أدري سبب خروجها قال الـمالكي : فظهر لـي صحة الـحديث. قال ابن عربي : وقد عملت أنا على ذلك ورأيت بركته. { فائدة } ومن الفوائد التـي علّمها سيدي الـحاج علي حرازم رضي الله عنه فـي التوسل بـمحبة النبـي صلى الله عليه وسلم والشيخ رضي الله عنه وهي ما قاله : مهما أردتَ حاجة من حوائج الدنيا والأخرة فصلّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بنية الـحاجة التـي تريدها ثم تقول : يارب توسلت إليك بـحبيبك ورسولك وعظيم القدر عندك سيدنا مـحمد صلى الله عليه وسلم فـي قضاء الـحاجة التـي أريدها مائة مرة. ثم تقول : اللّهم إني أسألك وأتوجّه إليك بـجاه القطب الكامل سيدي أحـمد التجاني رضي الله عنه وبـجاهه عندك أن تعطينـي كذا وكذا. وتسمّي حاجتك بعينها عشرا. ثم تصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم عقبها ثلاثا. { فائدة }  وهي أن تصلي على النبـي صلى الله عليه وسلم بالصلاة الآتي نصها وهي الصلاة النارية فـي مـجلس واحد عدد 4444 مرة. تقضى حاجتك بإذن الله تعالـى وهي : اللّهم صل صلاة كاملة. وسلم سلاما تاما. على سيدنا مـحمد النبـي تنحل به العقد. وتنفرج به الكرب. وتقضى به الـحوائج. وتنال به الرغائب. وحسن الـخواتـم ويُستسقى الغمام بوجهه الكريم. وعلى آله وصحبه فـي كل لـمحة ونفس بعدد كل معلوم لك يارب.  { فائدة }  فضيلة  دعآء نبـي أدم. عن أبي برزة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  لـما هبط أدم إلـى الأرض طاف بالبيت أسبوعا وصلى خلف الـمقام ركعتين. ثم قال : أللهم إنك تعلم سري وعلانيتـي فاقبل معـذرتي. وتعلم حاجـتـي فأعطنـي سـؤلـي. وتعلم ما فـي نفسي فاغــفر لـي ذنـــبـي. اللهم إني أسألك إيـمانا يباشر قلبـي. ويقينا صادقا حتى أعلم انه لـن يصيبنـي إلا مـا كتبت علـي. ورضنـي بـما قسمت لـي ياذا الـجـلال والإكـــرام. فأوحى الله إليه : ياأدم إنك دعوتنـي بدعاء فاستجبت لك فيه. ولن يدعوني به أحد من ذريتك من بعدك إلا استجبت له وغفرت له ذنبه وفرجت هـمه وغمه واتـجرت له من وراء كل تاجر وأتتـه الدنيا راغمة وإن كان لا يريدها ( رواه الـجماعة ). { فائدة } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ سورة القدر  أعطي ثواب من صام رمضان وأحيا ليلة القدر. وروي أنه قال لأصحابه : أتريدون أن يـجعل الله بينكم و بين إبليس ردما كردم يأجوح ومأجوج ؟ قالوا : بلى يا رسول الله. قال : إقرءوا إنا أنزلناه فـي ليلة القدر بعد الـمغرب وبعد الصبح ثلاثا قبل أن تنهضوا من صلاتكم ثم قولوا : يا الله يا صاحب القدرة فرج عنـي همي وكربي. { فائدة }  من قرأ قوله تعالـى : ومن يتـق الله يـجعل لــه مـخرجا ويـرزقـه من حيث لا يـحتسب. ومن يتوكل على الله فهو حسبه. إن الله بالغ أمره. قد جعل الله لكل شيئ قدرا. ألف مرات ومرة على طهارة. ولـم يتكلم مع أحد فـي أثناء القراءة. قضى الله حاجته أي حاجة كانت من حوائج الدنيا والأخرة. { فائدة }  وقال سيدي الشيخ أحـمد التجاني رضي الله عنه : من قال بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر : اللهم صل على سيدنا مـحمد النبـي عدد من صلى عليه من خلقك. وصل على سيدنا مـحمد النبـي كما ينبغي لنا أن نصلي عليه. وصل على سيدنا مـحمد النبـي كما أمرتنا أن نصلي عليه. اللهم اجـمع جـميع أذكـار الذاكــرين. وجـمـيع صلوات الـمصلين. واجعل لـي جـميع الأذكـار ذكـري. وجـمـيع الصلـوات صـلاتي. على سيدنا مـحــمد شفيع الـمذنبـين. وعلى ألـــه الأبـحر الكاملين. عدد ما فـي علمك يا رب ( مرة ).  رفع له من الأجر فـي كل يوم مثل أجر جـميع  من عبد الله. ولا ترفع لـمخلوق حسنة إلا رفع له مثلها. { فائدة } وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : كنت أمشي خلف النبـي صلى الله عليه وسلم فقال لـي :  يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الـجنة ؟ قلت : بلى. قال : لاحول ولا قوة إلا باالله  ( رواه ابن ماجه وابن حبان ). وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كان دواء من تسعة و تسعين داء. أيسرها الـهم ( رواه الـحاكم ). وخرج الطبراني بإسناده عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لاحول ولاقوة إلا باالله. وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم عليه السلام فقال : من معك يا جبريل ؟  قال : هذا مـحمد. فقال له إبراهيم عليه السلام :  يامـحمد مر أمتك فليكثروا من غراس الـجنة فإن تربتها طيبة وأرضها واسعة. قال : وما غراس الـجنة ؟ قال : لاحول ولا قوة إلا بالله  ( رواه أحـمد وابن حبان ). ورواه الطبراني من حديث ابن عمر. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  أكثروا من غرس الـجنة فإنه عذب ماؤها طيب ترابها فأكثروا من غراسها. قالوا : يارسول الله وما غراسها؟  قال :  ماشاء الله لاحول ولاقوة إلا بالله. { فائدة } أخرجه الـحاكم فـي الـمستدرك. وهو من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال : نزل جبريل على النبـي صلى الله عليه وسلم بهذا الدعآء من السمآء. وإن جبريل عليه السلام جاء إلـى النبـي صلى الله عليه وسلم  فـي أحسن سورة لـم ينزل بـمثلها قط ضاحكا مستبشرا. فقال : السلام عليك يامـحمد فقال : وعليك السلام  ياجبريل. قال : إن الله بعثنـي إليك بهدية. قال : وما تلك الـهدية  ياجبريل ؟ قال : هي كلمات من كنوز العرش أكرمك الله بهن. قال : وما هن يا جبريل ؟ قال جبريل : يا من أظهر الـجميل. وستر القبيح. ولـم يؤاخذ بالـجريرة. ولـم يهتك الستر. وياعظيم العفو. وياحسن التجاوز. وياواسع الـمغفرة. وياباسط اليدين بالرحـمة. وياسامع كل نـجوى. ويامنتهى كل شكوى. ويا كريم الصفح. وياعظيم الـمن. ويامقيل العثرات. ويامبتدئا بالنعم قبل استحقاقها. ياسيدي ويامولاي وياغاية رغبتـي. أسألك ياألله أن لا تشوة خلقتـي ببلاء الدنيا ولا بعذاب النار. قال الـحاكم بعد إخراجه : صحيح الإسناد فإن رواته كلهم مدنيون ثقات. { فائدة } عن سـمرة بن جندب  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلـى الله أربع : سبحان الله والـحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. لا يضرك بأيهن بدأت. ( رواه مسلم والنسائي ). عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أسري بي فقال : يامـحمد! أقرئ أمتك منـي السلام . وأخبرهم أن الـجنة طيبة التربة عذبة الـمآء وأنها قيعان. وأن غراسها سبحان الله والـحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. ( رواه الترمذي ). عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما يستطيع أحدكم أن يعمل كل يوم مثل أحُد عملا ؟ قالوا : يارسول الله ومن يستطيع أن يعمل كل يوم عملا مثل أحد؟ قال : كلكم يستطيعه. قالوا : يا رسول الله ماذا ؟ قال : سبحان الله أعظم من أحد. ولا إله إلا الله أعظم من أحد. والـحمد لله أعظم من أحد. والله أكبر أعظم من أحد. ( رواه النسائي ). عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال سبحان الله والـحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر. كتب له بكل حرف عشر حسنات. ( رواه إبن أبي الدنيا ). { فائدة } عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال لـي جبريل:   يامـحمد من دعا بهذا الدعـاء فـي عمـره مرة واحدة حشره الله يوم القيامة ووجهه يتلأ لأ نورا كالبدر فـي تـمامـه حتى يظن الناس أنه نبـي أو ملك. وأقوم انا وانت على قبره. ويؤتى اليه ببراق من الـجنة يركبه الـى أن يدخل الـجنة بلا حساب ولا عقاب. ويـمر على الصراط كالبرق الـخاطب. وإن كان له ذنوب أكثر من ماء البحار وقطر الامطار وورق الاشجار والرمل والأحجار. ويكتب له ثواب الف حجة وألف عمرة مبرورة. وإن قرأه خائف أمنه الله أو عطشان سقاه الله أو جائع أطعمه الله أو عريان كساه الله أو مريض شفاه الله أو على مريض أو طالب حاجة من حوائج الدنيا والاخرة قضاها الله على مراده. أو خائف على عدو أو سلطان كفاه الله شره ومنعه من الوصول اليه بأذية أو ضرر من جـميع العالـمين من خلق الله. أو مديون قضى الله دينه  فلا يـحتاج الـى أحد. وإن حـمله ذو عاهة برئ أو زوجة أكرمها زوجها وأمن من الـجن والانس والـمردة والشياطين والأوجاع والأمراض. ورد الـى أهله ان كان غائبا سالـما. ويستغفر لقارئه كل من سـمعه من إنس أو جن أو ملك ويبارك فـي عمره. ومن قرأه خـمس مرات رأى النبـي صلى الله عليه وسلم فـي منامه ليلته.  قال أبو بكـر رضي الله عنه : ما قرأت هذا الدعاء ليلا ولا نهارا إلا رأيت النبـي صلى الله عليه وسلم. وقال عمر رضي الله عنه : ما دعوت به فـي حاجة الا قضيت.   وقال عثمان رضي الله عنه : كنت لا أحفظ القرأن فشكوت الـى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمنـي هذا الدعاء فدعوت به فحفظته. وقال علي رضي الله عنه : ما قرأت هذا الدعاء الا ظفرت بعَدُوي وكنت اتنصر به. وقال : من قرأ الفاتـحة وسورة الكافرون والاخلاص والـمعوذتين ثلاث مرات وقرأ هذا الدعاء كفاه الله شر ما يـجد وأمنه الله من كل عاهة ومن شر كل ظالـم وأعطاه جـميع ما طلب.  وحـمله مثل قراءته.  ومن جعله تـحت رأسه ونام رد الله عليه ما سرق من ماله ومن أبق من عبيده. وإن قرئ على ماء جار وقف أو على نار خـمدت أو على جبل تصدع. ومن قرأ سبع مرات وكان عليه صلوات لـم يعلم عددها ومـحاها الله عنه وكتبت له بكل صلاة ثلاث صلوات. ومن صلى ركعتين أو أربعا وقرأ فـي كل ركعة الفاتـحة مرة و سورة الاخلاص مرة ودعا به بعد سلامه. نال مطلوبه من كل ما دعا به من أمور الدنيا والاخرة. وفيه من الفضائل مـا لا يـحصى. وقد اختصرنا فيما ذكــروه من فضائلـه. والله الـموافق وهـو هـذا : بسـم الله الرحـمن الرحيم. لا اله الا الله 3×  الـملك الـحق الـمبين. لا الـه الا الله الـحكــم العـدل الـمتين. ربنــا ورب آبـــائنا الأولين. لا اله الا انت سبحـانك اني كنت مــن الظالـمين. لا اله الا الله وحـده لا شريك له. لـه الـملك وله الـحـمد يـحيي ويـميت وهو حي دائم لا يـمــوت أبدا. بيده الـخـير واليه الـمصير وهو على كل شيئ قدير. وبه نستعين ولاحـول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. لا اله الا الله شكـرا لنعمتـه. لا اله الا الله إقــــرارا بربوبيته. وسبحان الله تنزيها لعظمته. أســألك اللـهم بـحق اسـمك الـمكتوب على جناح جبريل عليك يارب. وبـحق اسـمك الـمكتوب على ميكائيل عليك يـارب. وبـحق اسـمك الـمكتوب على جبهة إسرافيل عليك يارب. وبـحق اسـمك الـمكتوب على كـف عزرائيل عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي سـميت به منكرا ونكيرا عليك يارب. وبـحق اسـمك وأسرار عبادك عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي تـم به الاسلام عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي تلقـاه آدم لـما هـبط من الـجنة فنـاداك فلبيت دعآءه عليك يارب. وبـحق اسـمك الـذي ناداك بـه شيث عليـك يارب. وبـحق اسـمك الذي قويت به حـملة العـــرش عليك يارب. وبـحق أسـمـآئـك الـمكتوبات فـي التورات والانـجيل والزبور والفرقان عليك يارب. وبـحق أسـمآئـك الـى منتهى رحـمتك على عبادك عليك يارب. وبـحق تـمـام كـــلامك عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي ناداك به إبراهيم فجعلت النار عليه بردا وسلاما عليك يارب. وبـحق اســـمك الذي ناداك به اسـماعيل فنجـيته من الـذبح عليـك يارب. وبـحق اسـمـك الذي ناداك به اسحاق فقضيت حاجته عليك يارب. وبـحق اســـمك الذي نــاداك به هـود عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي دعاك به يعقوب فرددت عليه بصــره وولـده يوسف عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي ناداك به داؤد فجعلتـــه خليفـة فـي الأرض وألنت له الـحديد فـي يده عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي دعاك به سليمان فأعطيتـه ملك الأرض عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي ناداك به أيوب فنجيته من الغم الذي كان فيه عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي ناداك به عيسى ابن مريم فأحييت له الـموتى عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي ناداك به موسى لـما خاطبك على الطور عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي نـادتك به أسية امرأة فرعون فرزقتها الـجنة عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي ناداك به بنوا إسرآئيل لـما جاوزوا البحـر عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي ناداك به الـخضر لـما مشى على الـماء عليك يارب. وبـحق اسـمك الذي نـاداك به مـحمـد صلى الله عليه وسلم يوم العـار فنجيتـه عليك يارب. إنك انت الكريم الكبير. وحسبنا الله ونعم الوكيل. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. وصلى الله على سيدنا مـحمد وعلى أله وصحبه وسلم. والـحمد لله رب العالـمين. { فائدة } وكان أبو عبد الله مـحمد بن واسع البصري العابد يقول كل يوم بعد صلاة الصبح هذه الإستعاذة : اللهم إنك سلطت علينا عدوا بصيرا بعيوبنا. يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم. اللهم فآيسه منا كما أيسته من رحـمتك. وقنطه منا كما قنطته من عفوك. وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين رحـمتك . إنك على كل شيئ قدير.  قال الراوي : فتمثل له إبليس يوما فـي طريق الـمسجد  فقال : ياابن واسع هل تعرفنـي ؟  قال : ومن أنت ؟ قال : أنا إبليس  قال : وما تريد ؟  قال : أريد أن لا تعلم أحدا هذه الإستعاذة ولا أتعرض لك. قال : والله ما أمنعها مـمن أرادها فاصنع ما شئت. { فائدة }  وفـي الـحديث : ما أصاب عبدا هم أو وغم أو حزن فقال : اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتـي بيدك ماض فـيَ حكمك نافذ فـي قضاؤك. أسألك بكل اسم هو لك سـميت به نفسك أو أنزلته فـي كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرتَ به فـي علم الغيب عندك. أن تـجعل القرآن العظيم ربيع قلبـي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي. إلا أذهب الله حزنه وهـمه و غمه وأبدله مكانه فرجا أي وسعا وخلاصا. قوله استأثرت به أي انفردت بالإسم من غير مشارك لك فيه. قوله ربيع قلبـي أي مطر قلبـي. قوله جلاء حزني بفتح الـجيم وبالـمد أي كشف حزني. قوله همي. الـهم أول الـمشقة أو ما يصيب الشخص من مكروه الدنيا و الآخرة. والغم و الـحيرة و الإشكال أو الكرب وهو ماشق عليه حتى ملأ صدره غيظا. وقيل : الـهم ما تعلق بالـماضى والغم ماتعلق بالـمستقبل. وقال الشرقاوي : الـهم ما يتعلق بـما يكون فـي الـمستقبل والـحزن ما يتعلق بـما كان فـي الـماضي. { فائدة } فـي شرح البخاري للقسطلاني روي أن من أدمن قراءة آية الكرسي عقب كل صلاة فإنه لا يتولـى قبض روحه إلا الله. { فائدة } قال الـحاكم فـي الـمستدرك بسند عن أبي جعفر : من وجد فـي قلبه قسوة فليكتب يس والقرآن الـحكيم فـي جام بزعفران ثم يشربه. { فائدة } قال ابن العربي : وإذا حضرت موت أحد فأقرأ عنده يس. فقد مرضت وغشي على وعددت من الـموتى فرأيت قوماً كرش الـمطر يريدون أذيتـي. ورأيت شخصاً جـميلاً طيب الرائحة شديداً دفعهم عنـي حتى قهرهم فقلت : من أنت! قال سورة يس. فأفقت فإذا بأبي عند رأسي وهو يبكي ويقرأ يس وقد ختمها. { فائدة } قال بعض الـعلماء :  مـما ينفع تعليقه للحمى السمك الرعد وعظمة جناح الديك اليمنى والطويل العنق من الـجراد. وورد أن من كانت له حمى يوم كتب له براءة من النار وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وستر عليه الستار. { فائدة } أخرج أبو نعيم فـي الطب النبوي عن علي مرفوعاً : من قال عند كل عطسة يسمعها : الـحمد لله رب العالـمين على كل حال. لـم يصبه وجع ضرس ولا أذى أبداً.



الـمراجع

1.       غاية الأماني فـي مناقب وكرامات أصحاب الشيخ سيدي أحمد التجاني.   للشيخ مـحمد السيد التجاني.
2.  كاشفة السجا شرح على سفينة النجا فـي أصول الدين  والفقه.  للشيخ أبي عبد الـمعطي مـحمد نووي الـجاوي.
3.  إعانة الطالبين حاشية على فتح الـمعين   للشيخ أبي بكر ابن الشيخ مـحمد شطا الدمياطي.
4.فتح الوهاب شرح منهاج الطلاب  لشيخ الإسلام أبي يحيى زكريا الأنصاري الشافعي.
5.    بغية الـمسترشدين  للسيد عبد الرحـمن بن مـحمد بن حسين الـمشهور باعلوي مفتـي الديار الـحضرمية.
6.   النوادر   للشيخ شهاب الدين أحـمد بن سلامة القليوبي.
7.         فيض القدير شرح الجامع الصغير  للعلامة الـمناوي.  
8.           سراج الطالبين شرح على منهاج العابدين للشيخ إحسان مـحمد دحلان الـجمفسي الكديري.
9.         نهاية الزين  للشيخ أبي عبد الـمعطي مـحمد نووي الـجاوي.
10.                   دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين  للشيخ ابن علان الصديقى.

!

Tidak ada komentar:

Posting Komentar